قدم السفير الروسي بالرباط، فالري فوروبييف، احتجاج بلاده على تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، عندما صرّح أن "روسيا تدمر سوريا وتقف إلى جانب النظام السوري". ونشرت وزارة الشؤون الخارجية في المغرب بلاغًا الاثنين، أشارت فيه إلى استقبال وزير الخارجية صلاح الدين المزوار بمقر الوزارة للسفير الروسي بالرباط، بطلب من هذا الأخير، حيث عبّر عن "انشغال موسكو بتصريحات إعلامية لمسؤول حكومي مغربي عالي المستوى، عندما حمّل روسيا المسؤولية عن دمار سوريا". وأشار البلاغ ذاته إلى أن وزير الشؤون الخارجية أكد التزام المملكة المغربية ب"الحفاظ على العلاقات القوية مع فيدرالية روسيا والتي تعززت بالإعلان حول الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين البلدين، المبرم بمناسبة الزيارة الملكية لموسكو في مارس الماضي". وذكّرت الوزارة ب"الموقف الواضح للمغرب حيال الأزمة السورية والذي يرتكز بالأساس على أربعة عناصر، تتمثل في الالتزام من أجل حل سياسي يضمن استقرار سورية ويحافظ على وحدتها الوطنية والترابية، وثانيا بالانشغال بالمآسي الإنسانية الخطيرة التي خلفتها الأزمة السورية". كما يلتزم المغرب ب"المبادرات المملوسة التي تمت بتعليمات ملكية للتخفيف من معاناة الشعب السوري ، كإقامة مستشفى ميداني بمخيم الزعتري، والتسوية الاستثنائية لوضعية اللاجئين السوريين بالمغرب"، ورابعًا على القناعة بأن حل الأزمة السورية "يتطلب انخراطا قويا للمجتمع الدولي، لاسيما القوى القادرة على التحرك الميداني والتأثير على مجريات الأحداث" وفق البلاغ ذاته. وقالت الوزارة إن المغرب "يحترم دور فيدرالية روسيا بخصوص الملف السوري ، وأنه يحدد مواقفه الديبلوماسية الرسمية على ضوء القيم والمبادئ والمصالح التي تحكم سياسته الخارجية"، مشيرةً إلى أن هذه المواقف "تأتي بعد تقييم عميق ولا يمكن لهذه المواقف، بالنظر لتعقدها وخطورتها، أن تكون محط ارتجال، أو أن تعبر عن وجهات نظر شخصية". وكان رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، قد صرّح ل"قدس برس" بأنه على روسيا أن تكون "قوة لحل الأزمة في سوريا لا بأن تكون طرفا فيها، مضيفًا أن: "ما يفعله النظام السوري بشعبه مسنودا بروسيا وغيرها يتجاوز كل الحدود الإنسانية، ولا يمكن فهم أسبابه الحقيقية". كما تساءل بنكيران: "لماذا تدمر روسياسوريا بهذا الشكل؟ كان يمكن لروسيا أن تتدخل لإيجاد حل للأزمة وليس لتعميقها".