أقدم شاب في السابعة والثلاثين من العمر، يكنى ب"عليلو الشوّاي"، وهو بائع شواء، متجوّل، في منطقة صالح باي، أو الغراب بقسنطينة، عصر الثلاثاء، على رشّ بدنه بالبنزين وإشعال النار في جسده في مشهد مرعب، قبالة مجلس قضاء قسنطينة الذي كان يعج بالمواطنين. هتف الشاب: "الله أكبر" مرتين و"حقروني"، وتدخل عناصر من الأمن الوطني وبعض المواطنين الذين استعملوا "قشابية" أحد الشيوخ، فتم إطفاء اللهب، الذي أكل جسده، وتم نقله بعد الحادثة بنحو 20 دقيقة إلى قسم الاستعجالات بمستشفى قسنطينة، في وضع صحي ما بين الحياة والموت، ووصفت حالته من مصدر استشفائي بالمعقدة جدا بسبب احتراق بدنه بالكامل بحروق من الدرجة الثالثة، حيث تم إدخاله غرفة العمليات في حدود الخامسة من مساء الثلاثاء. وعلمت "الشروق"، التي تنقلت إلى مكان محاولة الانتحار، بأن هذا الشاب، وهو أب لطفلة في السادسة من العمر وطفل في الثالثة من العمر، كان قد حاول الانتحار أمام مسكنه في حي صالح باي، الذي يبعد عن قسنطينة بنحو ستة كيلومترات، بعد أن حضرت القوة العمومية إثر أمر بإخلاء القطعة الأرضية صدر من القسم العقاري بالمحكمة، لأجل تهديم كوخه الكائن على أرض "بن جلول"، ولكن مجموعة من المواطنين ورجال الأمن منعوه من حرق نفسه وأفرغوا قارورة البنزين التي أحضرها أمام مسكنه حيث علا عويل ابنيه، تنقل عبر سيارة أجرة إلى قلب مدينة قسنطينة، وقصد مجلس القضاء، واختار الساحة المقابلة للمجلس لتنفيذ محاولة الانتحار. كما علمنا بأن الشاب كان يقطن مع والديه وشقيقه في بيت عائلي ضيق، ثم قام ببناء كوخ يؤويه رفقة عائلته، وسبق له أن دخل السجن في قضية شجار سابق، من أجل السكن، وتقدّم بملف لأجل الحصول على سكن اجتماعي منذ سنوات، وتزاحم أفراد من عائلة عليلو مساء، أمام باب غرفة العمليات بالمستشفى الجامعي بن باديس، حيث تابعوا حالة ابنهم، وفي حضور ابنته الكبرى التي كانت مصدومة وتبكي والدها بطريقة حزينة.