فرنسا تريد "المجد" عبر إذلال المغاربة والعرب.. يتزامن إعلان انطلاق مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط" يوم الثالث عشر من جويلية القادم مع العيد الوطني الفرنسي المصادف ليوم الرابع عشر من نفس الشهر. * وكشفت مصادر متطابقة أن هذا التزامن بالإضافة إلى تحفظات أخرى قد يدفع ببعض الزعماء والرؤساء وخاصة من المستعمرات الفرنسية السابقة إلى اتخاذ قرار المقاطعة حتى لا يعطون فرنسا "الاستعمارية السابقة" مبررا لإهانة بلدانهم مرة أخرى بعدما رفضت الاعتذار لشعوبها عن الجرائم التي ارتكبتها خلال فترة احتلالها. وما تزال فرنسا تصر على عدم تقديم اعتذارها للجزائريين . * وترى عديد من الجهات الجزائرية أن تحفظ الجزائر على المشروع بسبب الغموض الذي يكتنفه منذ الكشف عنه يأتي في محله خصوصا وأن الرجل الأول في قصر الاليزيه ما يزال يتصرف بروح استعمارية مع الدول في الوقت الذي يسعى إلى الدخول معها في شراكة سياسية واقتصادية وتجارية ضمن إطار "الاتحاد من أجل المتوسط". * ولا يستبعد مراقبون أن يكون اختيار السلطات الفرنسية والرئيس نيكولا ساركوزي على وجه الخصوص تاريخ الثالث عشر من جويلية لإطلاق مشروعه "الاتحاد من أجل المتوسط" عشية احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني قد جاء بمحض الصدفة أو أنه جاء بصفة بريئة، خصوصا وأن خليفة جاك شيراك من أكثر المتمسكين بالتاريخ الفرنسي ويسعى دوما إلى استغلال كل الفرص من أجل إظهار بلاده كقوة أوروبية وعالمية بتاريخ ناصع، بالإضافة إلى أنه يسعى إلى تبييض صورته الشخصية أمام الرأي العام الفرنسي بعدما تراجعت شعبيته رغم مرور عامين فقط على وصوله إلى قصر الاليزيه. * وكان ساركوزي ومنذ وصوله إلى قصر الاليزيه قد رفض تقديم الاعتذار للشعوب التي احتلتها بلاده رغم حديثه المتكرر عن ضرورة التسامح بين الشعوب وترك التاريخ للتاريخ والحاضر للحاضر. * وتشير معطيات إلى أن بعض الرؤساء سيقاطعون قمة باريس في الرابع عشر من سبتمبر، حيث هناك دول تتحفظ على مشروع ساركوزي وأخرى أعلنت معارضتها الصريحة له، مثلما هو الشأن مع ليبيا التي وصف عقيدها معمر القذافي خلال قمة مصغرة عقدت الثلاثاء في طرابلس المشروع بأنه "استثنائي عابر" و"مآله الفشل"، كما حدث لمسار برشلونة أو لسياسة الجوار التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي تجاه جيرانه على الضفة الجنوبية للمتوسط. كما اعتبر القذافي أن المشروع "إهانة للعرب وطعم لضرب وحدتهم". * وللعلم فقد أثار موقف العقيد الليبي ردود فعل داخل فرنسا وخارجها، حيث دعا أحد السياسيين الفرنسيين إلى عدم التفريط في مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط"، بينما ردت المفوضية الأوروبية على لسان الناطقة باسمها كريستيان هوهمان بالقول: "نعتقد أن ما قاله معمر القذافي يأتي في إطار النقاش العربي العربي الذي يدور حالياً حول المقترح، كما هو الحال بالنسبة للأوروبيين الذين سيناقشون الموضوع نفسه خلال اجتماعاتهم على مستوى رؤساء الدبلوماسية والقمة الأسبوع القادم". * وأوضحت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية أن اجتماع 13 جويلية في باريس سيسمح للجميع بطرح وجهة نظره، "من الأفضل الانتظار قبل التعليق"، على حد قولها... وللإشارة فقد أعلنت الجزائر تحفظها على المشروع الفرنسي وطالبت باسم الدول العربية خلال الاجتماع الأخير الذي عقد في الجزائر ب "توضيحات" بخصوص تداعيات وجود إسرائيل داخل هذا المشروع، مؤكدة عدم قبولها بأن يكون بوابة للتطبيع مع الدولة العبرية. * وقد شارك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في قمة طرابلس الثلاثاء إلى جانب كل من رؤساء تونس وموريتانيا وسوريا، بينما غاب عنها الرئيس المصري حسني مبارك واقتصرت المشاركة المغربية على الوزير الأول عباس الفاسي. وأكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل بعد اختتام الأشغال أن قمة طرابلس مكنت من الخروج ب"تصور مشترك" حول مشروع الإتحاد من أجل المتوسط.. ووصف الوزير هذا اللقاء ب "المبادرة الحميدة" التي مكنت رؤساء الدول المشاركين من التشاور وتبادل الآراء من أجل تقديم الإقتراحات في إطار مسار المشاورات "الذي سيتواصل". * كما أعلن بالمناسبة عن عقد اجتماع رفيع المستوى يوم 27 جوان المقبل ببروكسل من أجل إعداد التصريح الذي ستتم المصادقة عليه بباريس. وأضاف أن اجتماع وزراء الخارجية سيعقد عشية القمة بهدف استكمال مشروع التصريح الذي سيرفع لرؤساء الدول خلال القمة المقررة يوم 13 جويلية بباريس.