تنطلق اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس، أشغال القمة التي ستضم رؤساء الدول الأورومتوسطية، والمخصصة للإعلان الرسمي عن ميلاد الاتحاد من أجل المتوسط الذي طرحه الرئيس الفرنسي منذ مدة، وستتميز هذه القمة لأول مرة بحضور الرئيس السوري بشار الأسد إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. وتأتي هذه القمة التي ستصادف الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي المصادف ل14 جويلية، إضافة إلى استلام فرنسا للرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، لتنهي رسميا مرحلة طويلة من المد والجزر والتصريحات المتضاربة بين ساسة دول حوض المتوسط بخصوص جدوى وأهداف المشروع منذ الإعلان عنه لأول مرة من طرف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. قمة اليوم بباريس التي سيتم توقيع فيها شهادة ميلاد الاتحاد من أجل المتوسط ستشهد تلاقي لأول مرة الرئيس بشار الأسد إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في طاولة واحدة خلال الأشغال، كما ستشهد غياب واحد من جملة الرؤساء المدعوين للقمة يتمثل في الزعيم الليبي معمر القذافي الذي أعلن رفضه القاطع للمشروع بحجة عدم تكافؤ في موازين القوى بين ضفتي المتوسط واعتباره المشروع خطرا على دول المنطقة وعلى التكتلات الموجودة الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي. وينتظر حسب العديد من المتتبعين أن يتم تأجيل الفصل في العديد من القضايا المتعلقة بالمشروع مثل مسألة رئاسة الاتحاد التي ستكون مزدوجة بين رئيس من الضفة الشمالية وآخر من الضفة الجنوبية، في ظل ترشيح كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس المصري حسني مبارك لتولي رئاسة الاتحاد،هذا بالإضافة إلى عدم اتضاح الرؤية بخصوص توزيع الهياكل المنتظرة لهذا التكتل بين الدول المشاركة فيه التي وصل عددها إلى 43 دولة، 27 دولة تمثل الاتحاد الأروبي إضافة إلى عشر دول متوسطية هي الجزائر ومصر وإسرائيل والأردن ولبنان والمغرب وموريتانيا وسوريا وتونس وتركيا، فضلا عن خمس دول أخرى من خارج الفضاء المتوسطي وهي السلطة الوطنية الفلسطينية وجمهورية البوسنة والهرسك والجبل الأسود وألبانيا إضافة إلى كرواتيا و إمارة موناكو. ويتركز مشروع الاتحاد من أجل المتوسط على ست ركائز أساسية هي تعزيز الأمن في حوض المتوسط وتشجيع التنمية الاقتصادية وحماية البيئة والدمع بالتنمية الاجتماعية والتنمية المستدامة وتوطيد حوار الثقافات وكان الرئيس ساركوزي قد طرحه في بداية الأمر كفضاء بين دول ضفتي المتوسط ليضطر فيما بعد وتحت الضغط الألماني إلى توسيعه ليشمل كل دول الاتحاد الأوروبي. وإلى جانب تجاوز فرنسا التردد الأوروبي فقد تمكنت من إقناع العديد من الدول من جنوب المتوسط بالمشاركة في القمة على غرار الجزائر التي ستكون ممثلة برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والتي أبدت العديد من التحفظات إزاء المشروع، ويبقى الأكيد - حسب العديد من المتتبعين - أن قمة اليوم لن تحسم في كل القضايا المطروحة على طاولة النقاش ليتم تأجيلها إلى وقت لاحق.