أعرب عابد الحسني رئيس "جمعية الجزائر" الناشطة ببرشلونة الإسبانية في تصريحات ل"الشروق"، عن استيائه إزاء الأوضاع المزرية التي يكابدها الحراقة الجزائريون داخل مراكز تجميع المهاجرين السريين الكائنة في عدد من المدن الإسبانية، التي تحتجزهم 60 يوما، ثم تطردهم نحو الجزائر. وكشف حسني، أن 56 حراقا جزائريا غالبيتهم ينحدرون من غرب البلاد، تم اقتيادهم مؤخرا إلى مركز للمهاجرين غير الشرعيين يتواجد بمدينة برشلونة، خاص بهم، أين سيبقون هناك مدة تقارب 60 يوما، وبعدها يتركون لحال سبيلهم ما لم يكونوا ذوي سوابق عدلية حسب قوانين إسبانيا، غير، أن سلطات هذا البلد تصرّ، على ترحيل هؤلاء الحراقة نحو الجزائر. وقال، ذات المتحدث، أن أعداد الحراقة ترتفع في الصيف، حيث تصل إلى حد 200 حراق بمركز المهاجرين السريين ببرشلونة، كون أن ذلك المركز يصب فيه كل المهاجرين غير الشرعيين، الذين تم توقيفهم في فالنسيا و ألميريا وبرشلونة، فالكل حسب المتحدّث ينتظر فرصة انتهاء ال60 يوما للبحث عن عمل، قبل أن يتفاجأوا بأن السلطات الإسبانية قد أمضت على قرار ترحليهم إلى البلد الأم. وأكد، في هذا الصدد، رئيس "جمعية الجزائر" أن عديد المهاجرين غير الشرعيين الذين انتقلوا إلى إسبانيا، بحثا عن تحسين وضعهم المادي، يتم ترحليهم للوطن دون منحهم فرصة لتحقيق أحلامهم. هذا وتطالب، جمعيات ناشطة في اسبانيا مدافعة عن حقوق المهاجرين على لسان عابد حسني رئيس جمعية "الجزائر"، من السلطات الجزائرية منح فرصة لهذه الشريحة خاصة "الحراقة" منهم، وذلك بالعمل على تأجيل أمر ترحيلهم إلى التراب الوطني كي يتمكنوا من تسوية وضعيتهم تجاه الإقامة بإسبانيا. وينبغي الإشارة، إلى أن العشرات من "الحراقة" الجزائريين بمنطقة سيتي الإسبانية، كانوا قد احتجوا الشهر الفارط، مطالبين الحكومة الإسبانية التكفّل بأوضاعهم الاجتماعية وتوفير الأكل والشرب في إطار حقوق الإنسان، في حين أشارت تقارير إعلامية إسبانية، إلى وجود أزيد من 100 شابّ ينحدرون من الغرب الجزائري، من بينهم فتيات يعيشون على ضفاف شاطئ بينيتيز منذ سنتين، ولم يتمكنّوا من الحصول على وثائق الإقامة لمغادرة هذه المنطقة التي يقولون أنّها فقيرة ولا يوجد فيها عمل أو مصادر للعيش اللائق، أين يتجمّعون هناك من خلال الأفواج المتلاحقة من المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون عبر رحلات بحرية سرّية. يحدث هذا في ظل الاحتجاجات العارمة التي قام بها حراقة جزائريون، قبل أيام، عقب مقتل طفل جزائري على يد مهاجرين أفارقة داخل مركز كائن بمدينة سبتة الإسبانية.