ثمن المشاركون في لقاء اللجنة التنفيذية للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الطارئ والمنعقد في تونس مع مطلع العام الميلادي 2017، دور الأمانة العامة للمنظمة في الاستجابة السريعة لمناقشة الأوضاع الإنسانية المتردية والمستجدة. أكدت في الأمانة دعوتها لتعميم مبادرتها الميدانية الفاعلة التي طرحتها في "الملتقى التنسيقي الأول للجهود الإغاثية والأعمال الإنسانية للاجئين السوريين " الذي انعقد عقب موجة اللجوء الكبيرة للأشقاء في "غازي عنتاب" التركية بحضور جمعيات الهلال الأحمر "التركي والقطريوالكويتي" وعدد من منظمات العمل الإنساني العاملة ، وتمثلت المبادرة في " منصة إلكترونية إغاثية تجمع الجمعيات الوطنية والمنظمات الإنسانية العاملة حاليا لخدمة اللاجئين السوريين في تركيا بهدف تنسيق العمليات الإغاثية ميدانيا وبخاصة عمليات إيواء اللاجئين السوريين في تركيا" ، مؤكدة على تعميم هذه المبادرة على باقي مناطق النزاع الأخرى لما لها من دور فاعل في عملية التنسيق الإغاثي في إطار دور المنظمة لإيجاد آليات إنسانية واقعية تضمن وصول المواد الإغاثية إلى المنكوبين خاصة مع الحشد الإغاثي الذي تشهده العديد من الحملات الإغاثية التي تم اطلاقها مؤخراً.
"الأشقاء اللاجئون والنازحون" وقد ناقشت اللجنة التنفيذية التي يرأسها معالي الدكتور محمد الحديد رئيس الهلال الأحمر الأردني ، بحضور الأمين العام للمنظمة الدكتور صالح بن حمد السحيباني العديد من المواضيع الإنسانية والأوضاع المؤلمة التي ألقت بظلالها على المشهد الإنساني المؤلم في عدد من الدول العربية مثل الأوضاع الإنسانية في سوريا و قضايا اللاجئين والمهجرين ، وكذلك الوضع الإنساني في الموصل و ليبيا واليمن والأراضي الفلسطينية المحتلة وقضايا اللاجئين والنازحين داخليا في الوطن العربي أو بالدول المجاورة . هذا بالإضافة إلى ما يتعرض له العاملين في ميدان الإغاثة من تهديد متزايد وقصف متعمد أحيانا أخرى نتج عنه وفاة أعداد كبيرة منهم خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة خطيرة و انتهاكات جسيمة والتي صاحبها تقاعس المجتمع الدولي في حل العديد من الإشكاليات الإنسانية في الوطن العربي ومنها هذه المآسي .
"دور إغاثي خليجي" ثمن المجتمعون الدور الإغاثي "الخليجي" الذي ساهم في تنظيم عدة حملات لنصرة الأشقاء في سوريا و من ذلك حملة خادم الحرمين الشريفين لنصرة الأشقاء السوريين ، وحملة قطر ، وحملة الكويت ، كما نوهوا باجتماع جمعيات الهلال الأحمر الخليجية و بما قدموه من مساعدات لا محدودة للاجئين السوريين ، كما قدروا عاليا جهود الجمعيات الوطنية العربية للهلال الأحمر و الصليب الأحمر و حرصها الكبير على التعاون المشترك في ما بينها و اهتمامها بالتنسيق و التكامل . منوهين كذلك بجهود الدول الأشقاء التي تستضيف اللاجئين السوريين على أراضيها كالأردن والعراق ولبنان والسودان ومصر ودول الخليج العربي . كما أشاد بدور جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية في الاستجابة السريعة لمواجهة هذه التحديات الإنسانية وعمل إغاثي إنساني مشترك لصالح اللاجئين والنازحين ، وتنسيق جهودها تجاه المساعدات الإنسانية . وقدموا الشكر لجمعية الهلال الأحمر التونسي على استضافتها هذا الاجتماع الهام .
"تمكين الجمعيات والمنظمات الإنسانية" ودعت توصيات اللقاء الى ضرورة تمكين كافة الهيئات و الجمعيات الإنسانية العاملة في الميدان والسماح لهم و دون أية قيود لتقديم المساعدات و كافة أشكال الدعم الإنساني للاجئين و النازحين و تبني مشاريع إنسانية مشتركة لصالح المجتمعات المتضررة في أماكن تواجدها وفقا للقوانين الدولية الإنسانية. وضرورة تعزيز الحماية القانونية للمدنيين و مساندتهم و الوقوف معهم للسماح لهم في الحصول على المساعدات الإنسانية التي هي بمثابة حق قانوني مطلق في القانون الدولي الإنساني. بالإضافة إلى مساندة كافة الجهود الإغاثية التي تقوم بها كافة المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني ودعوة كافة الأطراف المتنازعة الى احترام قواعد و أحكام القانون الدولي الإنساني الخاص بحماية المدنيين، والتأكيد على حماية عمال الإغاثة مع احترام شارات الحركة الدولية للصليب الأحمر و الهلال الأحمر.
"دعوة مجلس الأمن للقيام بواجباته" وفي ذات السياق دعت المنظمة العربية للصليب الأحمر و الهلال الأحمر جميع المؤسسات الدولية الفاعلة و على رأسها مجلس الأمن الى القيام بكافة واجباتهم القانونية و الإنسانية لحل تلك الأزمات التي كان لها عميق الأثر السلبي على تأزم الأمن و السلم الدوليين بعيدا عن كل الحسابات السياسية الضيقة ، كما حثت كافة الأطراف المتنازعة بضرورة احترام قواعد و أحكام القانون الدولي الإنساني التي تحمي المدنيين زمن النزاع المسلح, وناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمضاعفة جهودها الدؤوبة في هذا الاتجاه.
"فتح منافذ آمنة خاصة" كما أكدت توصيات اللقاء أهمية فتح منافذ آمنة خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعانيها السكان المدنيون في مناطق النزاع ودعوة المجتمع الدولي بتحمل كافة مسؤولياته القانونية والأخلاقية في عدم قيامه كما يجب بدوره القانوني والإنساني تجاه كل هذه المآسي التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء خاصة من الشيوخ والأطفال والنساء في ظل حصار جائر ومنافي لكل المعايير الأخلاقية والإنسانية .
"تأهيل مهني للاجئين وعقد مؤتمر دولي للسلام" وقد اختتمت التوصيات بمناشدة كافة الهيئات و الجمعيات الوطنية العربية للصليب الأحمر و الهلال الأحمر و كل المنظمات الإنسانية العاملة في الميدان الى مضاعفة الجهود و العمل الجاد في بناء القدرات و تأهيل اكبر عدد ممكن من اللاجئين و النازحين مهنياً استعدادا لإعادة بناء أوطانهم ، فيما دعا المشاركون الى ضرورة عقد مؤتمر دولي يتعلق بالسلام وحماية المدنيين وخاصة "الفئات الأكثر تضررا".