فجعت عائلة "زرار" في بلدية شتوان بتلمسان، ليلة السبت، بفقدان ثلاثة من أفرادها، الذين لقوا حتفهم اختناقا بغاز ثاني أوكسيد الكربون، الذي تسرّب من مدفأة. الحادثة كان حي عين الدفلى الشعبي ببلدية شتوان بمجمع تلمسان الكبرى مسرحا لها، حيث دفعت عائلة "زرار" المكونة من خمسة أفراد ثمن استعمالها مدفأة جديدة غاليا، حيث كانت قد اقتنتها أمسية الحادثة الأليمة، وفي صبيحة اليوم الموالي، استفاق سكان الحي على وقع الفاجعة، حيث لقي رضيع أتم عامه الأول رفقة شقيقته التي تبلغ من العمر 07 سنوات، ووالدهما حتفهم في عين المكان، بينما تدخل عناصر الحماية المدنية لبلدية شتوان، من أجل تقديم الإسعافات الأولية وتحويل كل من الأم التي تبلغ من العمر 27 سنة والابن الثالث الذي يبلغ من العمر 04 سنوات، على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي الدكتور تيجاني دمرجي بتلمسان، أين يتواجدان تحت الرعاية الطبية المركزة.
شكوك حول نوعية المدفأة الجديدة وقامت عناصر الدرك الوطني لبلدية شتوان بالتنقل إلى عين المكان، أين قامت بمعاينة موقع الحادثة، والاستماع إلى بعض الشهادات، قبل أن تشمع المنزل إلى غاية الانتهاء من التحقيقات، خاصة وأن الشبهات تحوم حول نوعية المدفأة. من جهتها "الشروق" جمعت شهادات من جيران الضحايا، حيث تقيم عائلة "زرار" التي يشتغل ابنها المرحوم في محجرة، بفيلا على مستوى حي الدفلى، وكان قد اقتنى مدفأة جديدة، خاصة في ظل البرودة الشديدة التي تميز ولاية تلمسان خلال هذه الفترة. وكشفت الشهادات أن الضحية كان قد اتصل بسباك من أجل تركيب المدفأة، هذا الأخير كان قد طالب العائلة بعدم تركيبها وتشغيلها إلى غاية اليوم الموالي من أجل التأكد من سلامتها نهارا، وتجريبها، لكن الضحية سارع إلى تركيبها وتشغيلها ليلا قبل حدوث الكارثة، وأضاف جيران الضحية، أن السباك عاد في صبيحة اليوم الموالي وحاول الاتصال هاتفيا بالضحية، لكن من دون أن يتلقى أي جواب، قبل أن يتوجه نحو مقر سكناه أين دقّ الباب مرارا وتكرارا، وهو الأمر الذي أثار شكوكه، ليتصل بشقيق الضحية وهو أيضا يقيم على مقربة من موقع الحادثة. وبدأت محاولات متكررة لفتح أبواب الفيلا، قبل أن يبلغ الشقيق مصالح الأمن ويقتحموا المنزل أين وجدوا شقيقه البالغ من العمر 36 سنة رفقة ابنه الرضيع وبنته الوحيدة ذات الأربعة أعوام جثثا هامدة، في حين مكّنت الإسعافات الأولية التي قدمتها عناصر الحماية المدنية كلا من الأم وابنها ذو الأربع سنوات من البقاء على قيد الحياة إلى غاية اللحظة، حيث يتواجدان حسبت تصريحات مدير المؤسسة الإستشفائية الدكتور تيجاني دمرجي نصر الدين مازوني تحت الرعاية الطبية لطاقم المستشفى، مؤكدا بأن جهود الطاقم الطبي مكّنتهم من تجاوز مرحلة الخطر، بنسبة كبيرة، في انتظار تعافيهم.