شيع بمقبرة سيدي يحيى بالعاصمة الجزائر، السبت، جثمان المخرج السينمائي والتلفزيوني، حاج رحيم، الذي وافته المنية ليلة الجمعة إلى السبت، بمنزله بحي تليملي بالعاصمة، عن عمر ناهز ال83 سنة، إثر أزمة قلبية. وحضر مراسيم الجنازة عدد من ممثلي السينما والتلفزيون وكذا أصدقاء وأقارب الفقيد إلى جانب جمع من المواطنين. ووجه وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، على صفحة الوزارة ب"الفايسبوك" بيان تعزية لعائلة الفقيد جاء فيه: "إن مسار المرحوم السينمائي والتلفزيوني ثري، وقد اشتهر بإنتاجاته القيمة والهادفة كالكاميرا المخفية في السبعينات التي كانت له فيها بصمته الخاصة، إلى جانب عدد من المسلسلات في الدراما الاجتماعية". وأضاف الوزير: "هذا المسار الحافل بالمعطاءات والإبداع يدل على احترافيته واهتماماته بما يجري في الواقع الاجتماعي الذي نعيشه" . وقال في السياق السينمائي، جمال محمدي إنّه رغم أنّ حاج رحيم لم يتخرج من مدارس السينما إلاّ أنّه تقنيا مخرج يمتلك الرؤية الإخراجية، وكل أفلامه لا تخرج عن الإطار السوسيولوجي للمجتمع الجزائري، مثل رائعته "رحلة شويطر" مع الفنان حسن الحسني. وأكدّ محمدي أنّ الفقيد الحاج رحيم يعدّ أشهر المخرجين الجزائريين لاسيما بأعماله الهزلية لكونه يعدّ أول من قدم الحصة الشهيرة "الكاميرا المخفية" عام 1970 على التلفزيون والفيلم الكوميدي "رحلة شويطر" في العام 1976. وأشار المتحدث في تصريح ل"الشروق" إلى أنّ الحاج رحيم كان ينتقد الأوضاع الاجتماعية بطريقة ذكية في حصص الكاميرا المخفية المقدمة في سنوات السبعينات. ولفت في السياق إلى أنّ المرحوم كان دائما يدعو إلى التفتح على أفكار المخرجين الشباب ويناضل من أجل فتح قطاع السمعي البصري للخواص بهدف خلق ديناميكية إيجابية للسينما الجزائرية. والجدير بالذكر، أنّ المخرج الحاج رحيم يلقب بأبي الكاميرا الخفية في الجزائر، حيث قدم "خالي والتيليغراف"، وشارك في إنجاز عدة أعمال تلفزيونية وبرامج، كما يملك في رصيده أيضا أفلاما ومسلسلات اجتماعية على غرار "سركاجي" في العام 1982، ومسلسل "حكايات الناس" سنة 1985، وفيلم "نهاية إضراب"، إلى جانب إخراجه فيلم "خوذ ما عطاك الله" سنة 1992، و"بورتريه" في العام 1994، وآخرها سيتكوم "زواج ليلة تدبيرو عام" سنة 2010.