طلبت وزارة التربية من مديريها للولايات التنسيق مع مديري الشؤون الدينية، بإحصاء الأطفال المسجلين بالمدارس القرآنية، لتحويلهم إلى المدارس العمومية. وذلك بفتح أقسام خاصة بالتربية التحضيرية لاستيعابهم، الأمر الذي سيعمل على تفريغ المدارس القرآنية من التلاميذ. وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن وزيرة التربية، نورية بن غبريط، وجهت تعليمة تحمل طابع "سري للغاية" إلى مديري التربية، تأمرهم بإحصاء عدد المتعلمين "الأطفال"، المسجلين بالمدارس القرآنية الموجودة بالمؤسسات المسجدية. وذلك بالتنسيق مع مصالح مديريات الشؤون الدينية، قصد تحويل هؤلاء إلى المدارس العمومية، من خلال توفير مقعد بيداغوجي لكل تلميذ بأقسام التربية التحضيرية،مع تخصيص كوطة من المناصب المالية للتأطير البيداغوجي، بدءا من الدخول المدرسي المقبل، في خطوة ستؤدي حسب مصادرنا إلى تفريغ المدارس القرآنية من المتعلمين الأمر الذي سيؤدي إلى غلقها آليا، حيث اعتمدت الوزارة في تنفيذ استراتجيتها الجديدة على ما سمته "بالقاعدة المشتركة". وأضافت المصادر أن التربية التحضيرية أو التعليم التحضيري حسب القانون التوجيهي للتربية رقم 08/04، الذي يحدد الأحكام الأساسية المطبقة على المنظومة التربوية، لم يفرض تدريسها إطلاقا، وتبقى "اختيارية" لا إجبارية وذلك حسب الإمكانات المتوفرة بكل مدرسة ابتدائية، مع منح الصلاحيات كاملة لهيئات أخرى للتكفل بهذه الفئة من المتعلمين على غرار دور الحضانة والمدارس القرآنية. كما أوضحت مصادرنا أن الوصاية ستضمن من خلال خطوتها الجديدة تدريس التلاميذ برنامجا دراسيا "موحدا"، وهو برنامج وزارة التربية لا غير، دون مرورهم بالمؤسسات المسجدية في هذه السن المبكرة، التي تتراوح عادة بين 4 و5 سنوات. ورغم تعاقب الوزراء على قطاع التربية، إلا أنهم لم يتمكنوا من تعميم التربية التحضيرية عبر كافة المدارس الابتدائية، لعدة أسباب أبرزها نقص الهياكل التربوية "الحجرات"، وانعدام التأطير البيداغوجي، إلى جانب تدخل عوامل أخرى لها علاقة "بالمحاباة" في التسجيل.