انضم أول أمس المنتخب عن الاتحاد من اجل الحركة الشعبية أندري مايت إلى قافلة السياسيين الفرنسيين الفاشلين الذين لجأوا مؤخرا إلى استعمال "الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب كورقة اليناصيب قد تذر عليهم أرباحا سياسية في الصفقات الانتخابية القادمة. و تجرأ على المطالبة بإقصاء الفيلم من المنافسة في الطبعة ال63 لمهرجان كان. المنتخب المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة - حسب الصحافة الفرنسية - خرج عن موضوع النقاش في المجلس البلدي وقلل من احترام زملائه، كما حاول لفت الانتباه بمقاطعة الأشغال والتهديد بالمغادرة في حال عدم الاستجابة لمطلبه والتكتل لمنع عرض الفيلم. وهو تهجم متطرف جديد يضاف إلى ذلك الذي سجله منذ يومين النائب ليونال لوكا قبل مشاهدة الفيلم. فيلم "الخارجون عن القانون" أصبح بين ليلة وضحاها همّ اليمين المتطرف الوحيد. هذا الأخير يتكتل منذ أيام للحيلولة دون مشاركة الفيلم الجزائري في مهرجان كان. ويغض الطرف عن مشاركة الفيلم الفرنسي "رجال وآلهة" الذي استند إلى حقائق لا أساس لها من الصحة، في حين يهاجم ويستنكر خوض بوشارب في مجزرة الثامن ماي 1945 وفي نضالات حزب جبهة التحرير الوطني. إلا أن تهريج هذا النائب وتحامله سرعان ما سقط في الماء، حيث استنكرت رئيسة الجناح الاشتراكي ابولين كرابيز التصريحات المتطرفة ووصفتها بالخطيرة على الثقافة و حرية التعبير، ورفضت أن يعتبر أمثال هذا المنتخب الجزائر بلدا عدوا بل حسبها الجزائر بلد شقيق لفرنسا ومن حقه التعبير بديمقراطية عن آرائه وتاريخه. ولم يبتعد كثيرا السيناتور برنار بروشون عن هذا الطرح، ورد مباشرة بعد أن عبر المنتخب عن رأيه قائلا "عرض الخارجون عن القانون أمر لا نقاش فيه، ولا دخل لنا في اختيارات المهرجان وما فعلته إدارة كان هو عين الصواب لأنه يعكس الديمقراطية في فرنسا". من جهته، عبر الصحفي والبرلماني كلود استني، أول أمس من المركز الثقافي الفرنسي بالعاصمة عن استيائه الكبير من التهجم على الفيلم ووصف ما يحدث بالمناورات السياسية المفضوحة الهدف منها التقرب إلى الأقدام السوداء و كسب ودهم مؤكدا أنها زوبعة في فنجان لن تصل إلى أي مكان ولن تؤثر في شيء. وتجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم كان قد أعلن مساء يوم الأحد المنصرم على هامش حفل أقيم بمقر حزبه بالعاصمة، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة عن استيائه من التهجمات على الفيلم "لم نفهم سبب الحملة الشرسة التي تشن ضد كل ما يتعلق بالحقيقة التاريخية التي تدين الجرائم الاستعمارية ضد الشعب الجزائري.. فالفيلم يحكي معاناة شعب مضطهد من الاستعمار، والتاريخ واضح ولا يحتاج إلى إعادة النظر" وواصل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الأفلان، استنكاره لما تقوم به الأحزاب الفرنسية من محاولات طمس لهوية الشعب الجزائري وتاريخه، متسائلا: "ماذا سيقول هؤلاء الغافلون إذا فتحنا الأرشيف وكشفنا حقيقة ما قام به الاستعمار الاستيطاني بالجزائر، وما فعلوه من الإبادة الجماعية، التعذيب ومسح لمقومات الهوية.. لا يمكنهم تغير التاريخ، ولا جيل نوفمبر، ولا الأجيال القادمة، لن تنسى، ولن تقطع الصفحة مع تاريخها الكبير، والمليء بالمقاومات والحروب".