قال مسؤولون من كوريا الجنوبيةواليابان، إن كوريا الشمالية أطلقت أربعة صواريخ باليستية نحو البحر قبالة شمال غرب اليابان، في وقت مبكر من صباح الاثنين، بعد أيام من تعهدها بالرد على تدريبات عسكرية بين واشنطن وسول تعتبرها استعداداً لحرب. وقال الجيش في كوريا الجنوبية، إن من غير المرجح أن تكون الصواريخ الباليستية التي أطلقت عابرة للقارات وهو نوع قادر على الوصول للولايات المتحدة. وقطعت الصواريخ مسافة ألف كيلومتر في المتوسط وبلغت ارتفاعاً قدره 260 كيلومتراً. وقالت وزيرة الدفاع اليابانية تومومي إينادا في طوكيو، إن بعض الصواريخ سقطت في المياه على بعد نحو 300 كيلومتر من الساحل الشمالي الغربي لبلادها. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إن طوكيو قدمت "احتجاجاً قوياً" لكوريا الشمالية. وقال آبي للبرلمان: "عمليات الإطلاق انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن. هذا إجراء شديد الخطورة". وأدان هوانغ كيو آن القائم بأعمال الرئيس في كوريا الجنوبية عمليات إطلاق الصواريخ بوصفها تحدياً مباشراً للمجتمع الدولي. وقال إن سول ستنشر بسرعة نظام دفاع صاروخي أمريكي على الرغم من اعتراضات غاضبة من الصين. وقال روه جاي تشيون المتحدث العسكري الكوري الجنوبي، إن الصواريخ أطلقت من منطقة تونغتشانغ-ري قرب الحدود مع الصين. وأضاف أن من المبكر القول ما يشير إليه الارتفاع المنخفض عن نوع تلك الصواريخ. وقال مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم نشر أسمائهم لوكالة رويترز للأنباء، إنه ليس هناك دلائل حتى الآن على أن كوريا الشمالية اختبرت صواريخ عابرة للقارات. وقال الجيش الأمريكي، إنه رصد وتعقب ما قدر أنه إطلاق صاروخي من كوريا الشمالية، لكنه لم يشكل تهديداً على أمريكا الشمالية. تدريبات مشتركة هددت كوريا الشمالية باتخاذ "إجراءات رد قوية" بعد أن بدأت كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة تدريباً عسكرياً سنوياً، يوم الأربعاء، يختبر جاهزية دفاعات البلدين حال التعرض لاعتداء محتمل من بيونغ يانغ. وتنتقد كوريا الشمالية التدريبات السنوية ونفذت من قبل عمليات إطلاق صواريخ بالتزامن مع تلك التدريبات. في العام الماضي أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بعيد المدى من منطقة تونغتشانغ-ري وضع جسماً في مدار حول الأرض. وأدانت الأممالمتحدة هذا الإطلاق لانتهاكه قرارات تحظر على بيونغ يانغ استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية. وفي أوائل الشهر الماضي أجرت كوريا الشمالية اختباراً لإطلاق نوع جديد من الصواريخ نحو البحر وقالت إنها ستواصل إطلاق أسلحة إستراتيجية جديدة. واختبار الشهر الماضي كان الأول منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تعهد بكبح جماح كوريا الشمالية وزعيمها الشاب كيم جونغ أون. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن مساعدين لترامب لشؤون الأمن القومي بحثوا عدة خيارات لمواجهة التهديد الصاروخي من كوريا الشمالية في اجتماعات عقدت في الآونة الأخيرة. وأضافت الصحيفة، أن تلك الخيارات تشمل توجيه ضربات صاروخية مباشرة على مواقع إطلاق الصواريخ فيها واحتمال إعادة تزويد كوريا الجنوبية مرة أخرى بأسلحة نووية. ونقل التقرير عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم، إن تلك الخيارات سترفع قريباً لترامب وكبار مستشاريه للأمن القومي. وسحبت الولاياتالمتحدة الأسلحة النووية من كوريا الجنوبية في 1991 قبل توقيع الكوريتين إعلاناً لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. وانسحبت كوريا الشمالية بعدها من الاتفاق متعللة بخطر التعرض لغزو من الولاياتالمتحدة. وأجرت كوريا الشمالية خامس وأقوى اختبار نووي في سبتمبر الماضي في أعقاب ما وصفته الولاياتالمتحدة بأنه مستوى "غير مسبوق" من النشاط في برنامجيها الصاروخي والنووي المحظورين. وقالت وسائل إعلام حكومية بعد الاختبار، إن بيونغ يانغ استخدمت رأساً نووياً صغير الحجم يمكن تثبيته على صاروخ باليستي. ولدى الولاياتالمتحدة عتاد عسكري ونحو 28500 جندي متمركزون في كوريا الجنوبية وتخطط لنشر نظام (ثاد) للدفاع الصاروخي هناك بنهاية العام. وتخطط اليابان أيضاً لتعزيز دفاعاتها ضد الصواريخ الباليستية وتبحث شراء نظام ثاد أو بناء نسخة برية من نظام أيغيس المضاد للصواريخ المنشور حالياً في سفن في بحر اليابان.