تساءل وزير الثقافة الأسبق، الدكتور محي الدين عميمور، عن صمت الجهات الرسمية في الجزائر بخصوص التصريحات المثيرة التي أدلى بها حاكم إمارة الشارقة، سلطان بن محمد القاسمي، المتعلقة باستقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي. وقال عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحاكم الشارقة، سلطان بن محمد القاسمي، في لقاء جمعه برؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام، في معرض لندن للكتاب، إن الجنرال الفرنسي، شارل ديغول، "منح الإستقلال للجزائر إرضاء للزعيم المصري جمال عبد الناصر". وكتب مستشار الرئيس الراحل، هواري بومدين، والوزير والسيناتور السابق، تعليقا على موقع "فيسبوك"، جاء فيه "حتى لا نقع في فخ الأرابوفوبيا، أكرر وبعد التأكد من المصدر، القصة المضحكة المبكية هي كما يلي: يقول الشيخ الأمير الدكتور القاسمي شيخ الشارقة أنه سمع من أندريه مالرو، وزير ثقافة الجنرال دوغول بأن الرئيس الفرنسي سأله: كيف يمكنه أن يُرضي جمال عبد الناصر فأجابه الوزير الفرنسي: بإعطاء الجزائر استقلالها". وأوضح عميمور "أنا أشكك في الرواية نفسها لأن مالرو ليس حمارا يجهل تضحيات الجزائر طوال أكثر من قرن وثلث، والشيخ القاسمي هو رمز الثقافة في الإمارات، ولكن، إذا كان المتكلم مهبولا فليكن السامع عاقلا، وهو للأسف ما لم يحدث". وأعرب الدبلوماسي السابق عن أمله في أن يتحرك المثقفون الجزائريون المقيمون في الخليج للتنديد بمثل هذه التصريحات وقال "يبقى أن أسمع تعليقا من الجزائريين المثقفين الذين يعملون في تلك الإمارة من اتحاد الإمارات العربية، وأسمع تصريحا للناطق باسم وزارة الخارجية في بوركينا فاصو، وأطالب بإقامة سفارة لنا هناك، يمكنها أن توضح أو تصحح أو تحتج، كما كان الأمر أيام زمان". وانتقد الدكتور محي الدين عميمور، صمت الجهات الرسمية في الجزائر عن هذه التصريحات، متسائلا "أين وزارة المجاهدين والمنظمة الوطنية للمجاهدين ومنظمة أبناء الشهداء ومنظمة أبناء المجاهدين وتجمعات الأسرة الثورية والأحزاب الوطنية والدينية بل واللائكية...". وأحدث تصريح حاكم الشارقة الكثير من ردود الفعل الغاضبة بين الجزائريين، خصوصا عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وصنفوه ضمن خانة التنكر للثورة الجزائرية ولتضحيات الجزائريين الذين استدروا استقلالهم بقوة السلاح والتضحيات وليس بقرار شخص .