واصلت التصريحات "البائسة" لحاكم إمارة الشارقة، سلطان بن محمد القاسمي، بشأن استقلال الجزائر، إثارة غضب الجزائريين، وتسجد ذلك من خلال ردود ناشطين ومثقفين وإعلاميين وشخصيات سياسية جزائرية. واعتبر عدد من الجزائريين أن تصريحات المسؤول الإماراتي "مساس بنضالات الجزائريين، وتجاهل لحقائق التاريخ، واستخفاف بمليون ونصف المليون من الشهداء دفعتهم الجزائر مقابل حريتها واستقلالها". ووصف الإعلامي عمار قردود تصريحات حاكم الشارقة ب"الخطيرة"، ورأى أنها "تستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات الجزائرية، لأن تزييف وتحريف تاريخ الثورة الجزائرية أصبحا يشكلان خطراً، خاصة بعد أن أصبحا يأتيان من الخارج"، على حد قوله. وكتب الإعلامي زين العابدين بوعشة، أن تصريحات حاكم الشارقة "تجاوز خطير في حق الجزائر ونضالات الشعب الجزائري". وفي أول رد من مسؤول سياسي جزائري على تصريحات القاسمي، قال الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني"، جمال ولد عباس: "أحيل هذا المسؤول الإماراتي إلى ثمن الدم الذي دفعه الجزائريون لأجل استقلالهم، وعشرات من المجازر التي ارتكبتها فرنسا". وكان حاكم الشارقة قد زعم، في لقاء إعلامي على هامش معرض لندن للكتاب، أن وزير ثقافة فرنسا سابقا قد نصح الرئيس الفرنسي الأسبق، شارل ديغول، بأن يمنح الجزائر استقلالها بهدف التقرّب وتحسين علاقاته مع الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر.