فرّ أكثر من 1100 معتقل، بينهم نحو 400 ينتمون إلى طالبان، على رأسهم عدد من قيادات بارزة بعد هجوم شنه عناصر من طالبان أمس السبت، على سجن في قندهار جنوبأفغانستان. * وقد أعلنت السلطات الأفغانية حالة طوارئ في الإقليم، بينما تقوم عناصر الشرطة والجيش بالتعاون مع القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن "ايساف" بتطويق المنطقة وبتفتيش المنازل بحثا عن السجناء الهاربين. * وتم تنفيذ الهجوم من طرف 30 عنصرا من طالبان باستخدام عربة ملغومة وصواريخ، ما أسفر عن مقتل 15 من رجال الشرطة وحراس السجن. وقال المتحدث باسم طالبان يوسف احمدي لوكالات الأنباء إن المنفذين قاموا في البداية بإطلاق سيارتين مليئتين بالمتفجرات، إحداهما شاحنة صهريج على الجدار الذي يسيج السجن ثم اقتحموا على دراجات نارية السجن وقتلوا الحراس.. وأكد نفس المتحدث أن المنفذين تمكنوا من إطلاق جميع المعتقلين وبينهم سجناء طالبان الذين وصلوا إلى "مواقعهم الآمنة"، على حد قوله.. * وبحسب رواية المسؤولين المحليين في قندهار، فقد قام بضع عشرات من مقاتلي طالبان المسلحين بإطلاق قذائف صاروخية وبنادق هجومية باقتحام مجمع السجن وبدأوا في إطلاق سراح السجناء الذين كان من بينهم، بالإضافة إلى عناصر طالبان، نساء ومجرمون مشتبها بهم. وتقول هذه السلطات إنها بصدد البحث في هذه الواقعة من أجل محاولة معرفة ما إذا كانت هناك أي مساعدة من داخل السجن.. * تجدر الإشارة إلى أن الجيش الأمريكي كان قد سلم عددا غير معروف من مقاتلي طالبان المشتبه بهم إلى السلطات الأفغانية بموجب برنامج اتفق عليه العام الماضي، لنقل كل السجناء الأفغان من الحجز الأمريكي إلى سجون تشرف عليها الحكومة الأفغانية. ويعتبر هجوم الأمس، الذي يبدو أنه تم الإعداد له بدقة متناهية، عملية اختراق أمنى كبير ستثير قلق كل من الحكومة الأفغانية والقوات الدولية التي تدعمها، خاصة في ظل تصعيد من مستوى هجمات طالبان ضد قوات الاحتلال الأجنبية والقوات الحكومية الموالية لها في الفترة الأخيرة. وفي هذا الصدد، أعلن الجيش الأمريكي السبت، عن مقتل أربعة جنود من قوات حلف الأطلسي "الناتو" في هجوم استهدف هذه القوات في إقليم فراه الغربي بأفغانستان.. * من جهة أخرى، فقد ارتفع عدد الضحايا من المدنيين الذين سقطوا في الهجمات المتواصلة التي تقوم بها القوات الدولية، كان آخرها مقتل الجنود الباكستانيين على الحدود مع أفغانستان. * يذكر انه في الشهر الماضي، كان قد شهد قيام حوالي 200 من أسرى طالبان في سجن قندهار بالإضراب عن الطعام لمدة أسبوع، قبل أن يتدخل وفد برلماني أفغاني لإنهاء هذه الأزمة. وقد احتجز البعض ممن شاركوا في الإضراب عن الطعام بدون محاكمة لأكثر من سنتين، وبعضهم حكم عليه بالسجن لمدد طويلة بعد محاكمات عبثية قصيرة.