وأنت تتصفح إعلانات الشقق المعروضة للإيجار أو عند توجهك لإحدى الوكالات العقارية تصادفك عبارة شقة مفروشة يؤجرها أصحابها إما لمدة قصيرة في أيام العطل أو لفترة طويلة المدى، ومع أن العبارة في حد ذاتها مغرية وقد تشجع عديد المقيمين بمفردهم أو الذين لا يملكون تجهيزات المنزل على الفوز بها، لكن ما يكتشفونه على أرض الواقع مغاير تماما لما سمعوه، فالفرش في معظم الأوقات ليس سوى فرش رث وبالي وأثاث ذهبت "موضته" وأكل عليه الدهر وشرب، فلم يجد صاحبه وسيلة للخلاص منه سوى بوضعه في المنزل المعروض للإيجار ليضرب عصفورين بحجر واحد زيادة في الإيجار وتخلص من الخردوات. تحكي لنا إحدى السيدات والتي اتصلت بالجريدة لنقل شكواها تقول: "اطلعت على إعلان كراء شقة من غرفتين في نواحي بوزريعة فأعجبت بها وتوجهت لمعاينتها، لكنني تفاجأت بصاحب الدار يخبرني بأنه يؤجرها مفروشة وهو ما لم يذكره في إعلانه. وبعد التجول بداخلها ومعاينتها وجدت الأثاث قديما جدا، فجهاز التلفزيون من العصر السابق والثلاجة لا تصلح لأي شيء والأدهى من هذا طلب مني المؤجر بالإضافة على تسديد كراء سنة كاملة دفع مبلغ 4 ملايين سنتيم كضمان على سلامة الأثاث، وفي حال تعرضها لخدش سيأخذ المال ومع أنني طلبت منه أخذه فأنا أملك أثاثي الخاص لكنه رفض متحججا بعدم وجود مكان ينقله إليه وهو يؤجر المنزل إما مفروشا أو لا يؤجره". ويشتكي المتعوّدون على كراء المنازل من تمسك أصحاب المنازل بفكرة الشقق المفروشة حتى يجنوا أرباحا إضافية فمبلغ الضمان الذي يدفعونه قبل إتمام صفقة الإيجار في الغالب لا يسترجعونه، وهو حال إحدى السيدات استأجرت شقة في حي باش جراح، فطلبت منها صاحبة المنزل دفع مبلغ مليونيّ سنتيم كضمان ولما استفسرتها عن الأسباب لكون المنزل ليس مفروشا ولا يتوفر حتى على مقعد مجرد جدران فقط، ردت عليها بأنه ضمان الجدران حتى تضمن الحفاظ عليها وعدم تعرض دهانها للتقشير وأبوابها للتكسير. وحول الموضوع، صرح رئيس الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز، تلقيهم عدة شكاوى من مستأجرين تفاجؤوا بشقق مؤثثة بأغراض قديمة لزيادة الثمن فقط، واعتبر المتحدث الشقق المفروشة موضة جديدة في عالم الكراء تحوّل لسبيل جديد للنصب والاحتيال. ودعا المتحدث الوكالات للعب دور الوسيط بين المؤجر والمستأجر وتكون في خدمة الطرفين مع معاينة الشقة قبل عرضها على الزبون وفي حال لم تكن جيدة أو الفرش ليس في المستوى فعليه الاعتراض على ذلك.