مواطنون "يتركون" بيوتهم مؤقتا للسياح عائلات تزاحم الوكالات العقارية في كراء المنازل منافسة حادة على اصطياد الزبائن يغتنم بعض المواطنين شهر الصيف لجلب أموال طائلة، ففي الوقت الذي يستغله الأغلبية في الراحة والاستجمام نجد آخرين يبذلون جهودهم في سبيل تحقيق ما يطمحون إليه من أرباح مادية، خاصة على مستوى المدن الكبرى الساحلية، والتي تكون في العادة قبلة لعدد كبير من الوافدين الذين يفضلون قضاء عطلتهم بشواطئها الجميلة. حركة نشيطة تعرفها مختلف المناطق الساحلية، فبمجرد ارتفاع درجات الحرارة تشهد هذه الولايات خلال هذه الفترة من كل سنة حركة غير عادية ورواجا ملحوظا على جميع المستويات، بدءا من حركة التنقل، حيث تصبح المحطة والطرقات مكتظة بحافلات وسيارات للمسافرين قادمة من مناطق مختلفة وخاصة من خارج الوطن ومع هؤلاء الوافدين من الزوار تنتعش الفنادق السياحية وبالخصوص كراء المنازل والشقق المفروشة، وهي ظاهرة تعول عليها أغلب العائلات لسد ديون السنة الماضية من جهة وادخار بعض النقود لمواجهة المصاريف القادمة مع بداية الدخول المدرسي. مبالغ خيالية لقضاء بضعة أيام في شقة مفروشة في هذا الشأن ارتأينا التقرب من بعض الأشخاص لرصد آرائهم وانطباعاتهم حول الموضوع فكان لنا ذلك مع (عبد الله) الذي يتواجد حاليا بالجزائر بمفرده، حيث أقر لنا أنه عائد إلى فرنسا ليمكث هناك شهرا ثم يعود مع جويلية القادم رفقة عائلته لغرض الاصطياف وتمضية شهر رمضان الكريم رفقة الأهل بالبلد، حيث قام بحجز بيت مسبقا حتى لا يقع في حيرته لاحقا، من جهة أخرى هناك من المواطنين من رأى أن المناطق الساحلية تتحول في مثل هذا الموسم قبلة للمصطافين من أجل الترويح عن أنفسهم والهروب من حر منازلهم، فما أن يحل الصيف حتى تجد معظم العائلات التي تملك منازل بهذه المناطق تتسارع فيما بينها، وككل مرة اعتادت على كراء منازلها للمصطافين القادمين من مختلف الاتجاهات. وتنتعش عملية كراء المنازل والشقق بمعظم ولايات الوطن وخاصة الساحلية منها القريبة من الشواطئ أثناء هذا الموسم، حيث تعرف قفزة نوعية في الأسعار، إذ يلجأ الكثير من أصحاب المنازل إلى رفع الإيجار إلى مبالغ خيالية مغتنمين فرصة تواجد السياح الجزائريين والأجانب بالمنطقة ومدى حاجتهم إلى مثل هذه العروض من أجل التمتع بالصيف والاستمتاع بمياه البحر والشاطئ، ومنهم القادمون من الجنوب الجزائري أيضا أين تصل درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية فما فوق. المضاربة ترفع أسعار الكراء ب20 بالمائة في الشأن ذاته أفادنا (مصطفى) صاحب إحدى الوكالات العقارية بشارع حسيبة بن بوعلي برأيه في الموضوع فيما يتعلق بالأسعار من خلال قوله: (تعرف الأسعار خلال موسم الاصطياف قفزة نوعية حيث تصل من 35000 دج إلى 50000 دج حسب نوعية الشقة وعدد الغرف التي تحتويها، حيث نقوم نحن بتقريب الزبون من البائع أو المؤجر مقابل مبلغ مالي نتقاضاه من صاحب المنزل). وفي السياق نفسه تسجل أسعار إيجار السكنات في الصيف بهذه المناطق ارتفاعا كبيرا ويرشح بلوغها مستويات كبيرة خلال هذا الموسم بفعل كثرة الطلبات المقدمة حسب ما أفاد به رئيس الفدرالية الوطنية للشقق والمنازل القريبة من الشواطئ السيد عبد الحكيم عويدات: (أن أسعار إيجار السكنات عرف ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة قدرت نسبتها خلال هذه السنة ب 20 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية وذلك بفعل الطلبات الكثيرة للكراء في المناطق الداخلية والساحلية التي يقابلها من جهة أخرى قلة العرض، بالإضافة إلى المضاربة خصوصا في الصيف). ففي ولاية تلمسان، مثلا والمعروفة بشواطئها الرائعة، كشاطئ مرسى بن مهيدى الحدودي مع المغرب، مبلغ الشقة يتراوح بين 15 و24 مليون في الشهر الواحد. السمسرة الموسمية تلج العائلات الجزائرية وفي إحدى الجولات الاستطلاعية التي قادتنا إلى هذه المناطق ومن خلال الاقتراب من هؤلاء المواطنين الذين يقومون بعملية كراء منازلهم كانت لهم آراؤهم الخاصة بهم، حيث صرح لنا أحد القاطنين بولاية الجزائر وبالضبط ببلدية عين طاية أن منزله يرجع عليه بفائدة كبيرة من دون أي تعب يبذل، حيث يتوجه هو الآخر إلى بيت والديه والنصف الآخر ببيت زوجته بغرض قضاء فصل الصيف هناك في الوقت الذي يعرض بيته للكراء في فصل الصيف لمدة تتراوح من شهر إلى شهرين فأكثر، يضيف السيد محمد: (كل شيء يهون من أجل كسب بعض المال) هذا هو المبدأ الذي يلجأ إليه هؤلاء الناس بمجرد حلول الصيف، حيث يعرض المنزل للكراء بتوفير جميع الضروريات التي من شأنها أن تضمن الراحة والرفاهية للزبون من أجل الاستمتاع بعطلة صيفية مميزة ومريحة، ففي هذه الفترة تنتعش ظاهرة السمسرة الموسمية التي أصبح أصحابها شبه وكالات عقارية عبر كل ربوع الوطن في هذا المجال من أجل تخزين أكبر قدر من الأموال في فترة عطلهم). تنافس حاد لاصطياد الزبائن وأثناء احتكاكنا بهؤلاء الناس لاحظنا ذلك التنافس الحاد فيما بينهم حول اصطياد الزبائن الراغبين في قضاء عطلتهم الصيفية مقابل زرقة البحر، كل هذه الأسباب كانت دافعا قويا ساهم في رفع نسبة أرباحهم بنسبة كبيرة مقارنة مع الفصول الأخرى أين تم تصنيف هذا النوع من الكراء ضمن التجارة المربحة في فصل الصيف. والمتجول في المناطق الساحلية سواء بتيبازة أو سيدي فرج وحتى بالمناطق الشرقية أو الغربية التي طبعت بنفس البصمة أين تصادف المار بهذه المناطق عدة إعلانات كتب عليها شقق ومنازل جاهزة للكراء، وقد اختلف السعر من منطقة إلى أخرى، أين أصبح بعض الزبائن يتهافتون من أجل الحجز والاستئجار قبل حلول الصيف بعدة شهور حتى لا تضيع عليهم فرصة الاستجمام على شاطئ البحر كما هو الحال في الوقت الحالي. وبالرغم من أن ظاهرة المنازل وعدم مشروعيتها إلا أنها منتشرة وتتم على المباشر والسلطات أو المسئولين بأغلب الولايات يرحبون بالفكرة نظرا لعدم وجود البديل من أجل الاستمتاع بصيف رائع ولطيف والاستفادة من مصاريف الكراء لتغطية نقائص الحياة.