التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، شاباً سورياً فقد 13 فرداً من أسرته، بينهم زوجته واثنان من أطفاله، بالهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون السورية، قبل أيام. وأعرب أردوغان، خلال اللقاء الذي جرى في مدينة هاتاي جنوبي تركيا، عن تعازيه ل"عبد الحميد اليوسف" في مصابه، فيما شكر الأخير الرئيس التركي على مواقفه الداعمة للشعب السوري. وقُتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500، غالبيتهم من الأطفال، باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، الثلاثاء الماضي، على بلدة خان شيخون في ريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة. ولم يقض اليوسف (28 عاماً) سوى ثلاث ليالٍ فقط في منزله الذي اختنقت بين جدرانه زوجته وطفلاه، قضاها باكياً جاثياً أمام ألعابهما يشتم رائحتهم من ملابسهم وأخيراً قرر أن يرحل. كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجر الجمعة، عندما أغلق باب منزله البسيط للمرة الأخيرة في خان شيخون التي قُتل فيها أكثر من 100 شخص، ربع هذا العدد (25 شخصاً) من عائلة اليوسف. انطلق باتجاه الحدود التركية دون أن يأخذ معه شيئاً، فالهموم والأوجاع التي يحملها تكفي، على حد قوله، غفلت عينيه قليلاً في السيارة بدأ يهذي بآية وأحمد حين جاءه الاتصال في الخامسة بعد الفجر، أي بعد ساعتين من الضربة!. منشور "أبو أحمد القوات الأمريكية قصفت مطار الشعيرات ب59 صاروخاً"، لقد انتقمت لك أمريكا يا أبوأحمد!. أُصيب بالذهول وصمت للحظات، هل أضحك أم أبكي! ثم دخل في نوبة بكاء شديدة "هزت صور طفلي العالم وتحرك أخيراً". السعادة التي بدت واضحة في تعليقات كثيرين من السوريين على الشبكات الاجتماعية، لم تبد بالوضوح نفسه في ملامح الشاب العشريني، فهذه الصواريخ التي دمرت مطار الشعيرات لن تعيد له عائلته ولن توقف القصف، على حد قوله. وأيضاً كثيرون من أبناء بلدته شاركوه ذلك، فرحهم بالضربة الأمريكية "خجولاً"، فلا تزال - بحسب كلام كثيرين من أهل المنطقة - فاجعة الخسارة أكبر. وربما أيضاً لم يقدروا حجم الخسائر التي أصابت المطار، خاصة مع وجود شائعات تشير إلى أن النظام كان يعلم مسبقاً بالضربة، أحدهم قال ل"هافينغتون بوست عربي"، طالباً عدم ذكر اسمه: "ستة أرواح لا تكفي كان يجب أن يموت عدداً أكبر من ذلك!"، في إشارة إلى قتلى النظام السوري في القصف الأمريكي. النظام السوري يعتمد في حربه مع المعارضة التي تسيطر على مناطق متفرقة من البلاد على أكثر من مطار تنطلق منها طائراته الحربية (حماة، حميميم، كويرس)، وكانت آخر طائراته قد قصفت عبد الحميد في طريقه من خان شيخون إلى تركيا. عبد الحميد كان يعتقد أنه يستطيع متابعة حياته في تلك البلدة الصغيرة التي لم يكن يعرفها أحد قبل مجزرة الكيماوي الأخيرة، التي حركت دولاً عالمية للتدخل ودفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإطلاق صواريخه باتجاه الأسد. "هم من كان يخفف عليّ قسوة الحياة رغم الصعوبات"، يقول عبد الحميد خلال طريق سفره، حاملاً معه ذكريات آية وأحمد وزوجته دلال وأقاربه الذين ودعهم قبل يومين وداع أخير، فلا طعم للحياة من دون (ضي عيوني الحلوين)، كما وصفهم. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أمر بتوجيه ضربة بالصواريخ إلى مطار الشعيرات السوري الذي انطلقت منه طائرات الأسد قاصفة بلدة خان شيخون بغاز السارين القاتل. وتم إطلاق نحو 59 صاروخاً من نوع توماهوك إلى القاعدة الجوية في شمالي سوريا أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وتدمير بعض الطائرات وأضرار بالقاعدة الجوية. منشور