شرع فلاحو ولاية الوادي في خوض تجارب جديدة في زراعة أصناف جديدة من المنتجات الفلاحية، على غرار الفراولة وقصب السكر، أعطت نتائج مشجعة، في الوقت الذي تفتقر فيه الولاية لمراكز دراسات تهتم بالفلاحة رغم تحولها إلى قطب زراعي مهم منذ سنوات. يعول فلاحو مناطق عديدة في منطقة وادي سوف بولاية الوادي، على مبادراتهم الشخصية من أجل تجريب مختلف المزروعات فيها، فبعد النجاحات التي عرفتها زراعتها كانت إلى وقت قريب مستحيلة الاستغلال في المنطقة، على غرار زراعة الحبوب بمختلف أنواعها، وزراعة الدلاع والبطيخ "كانطالو". كما شرع فلاحون شباب في منطقة المقرن الواقعة شمال شرقي ولاية الوادي في زراعة محصول الفراولة وأعطى نتائج باهرة، حيث تم تسويق المنتوج على نطاق واسع، خاصة في ولاية الوادي، وهو ما ساهم في خفض سعر الفاكهة المذكورة إلى نحو 200 دج للكيلوغرام الواحد، في الوقت الذي لم تكن الفراولة موجودة أصلا في أسواق وادي سوف، إلى وقت ليس ببعيد، ويؤكد عدد من المزارعين الذين خاضوا تجربة زراعة الفراولة، أن معدلات إنتاج الهكتار وصلت 50 قنطارا، وهو رقم مهم يتجاوز حتى إنتاجية ولاية سكيكدة المعروفة بإنتاجها، ويستعد عدد كبير من المزارعين لزراعة كميات كبيرة من الفاكهة التي تعتبر جديدة على سكان المنطقة، وهذا لتزويد أسواق ولايات الجنوب بها. وإلى جانب زراعة الفراولة، قامت مجموعة من الفلاحين الشباب في إحدى المناطق المعروفة بالزراعة بمدينة قمار، بزراعة قصب السكر، وقامت هذه المجموعة بجلب فسائل النبات المذكور من مصر، وأعطت التجارب الأولية التي قام بها الفلاحون نتائج إيجابية، وصلت للحجم التجاري، وينتظر هؤلاء الضوء الأخضر لاستيراد كميات كبيرة من الفسائل لتوسيع المساحات المزروعة من قصب السكر، بالشكل الذي تستطيع معه البلاد خفض فاتورة الاستيراد من هذه المادة التي يستهلكها الجزائريون بكثرة. وتطرح التجربتان اللتان خاضهما فلاحو الوادي بمفردهم، مشكلة انعدام مراكز البحوث والدراسات للمنتجات الزراعية، رغم أن الولاية تعد القطب الفلاحي رقم واحد على المستوى الوطني، فباستثناء البحوث التي ينجزها أساتذة وطلبة كلية العلوم بجامعة حمة لخضر بالوادي، تفتقر الولاية لوجود أي هيكل علمي يقوم بتوجيه الفلاحين وتقديم الدعم والإرشاد اللازمين لهم، هذا رغم مطالبة السلطات المحلية، وكذا مديرية المصالح الفلاحية والغرفة الولائية للفلاحة لمصالح الوزارة الوصية بإيلاء الأهمية الكافية لهذا الموضوع، إلا أنه لا شيء تحقق، ويعلق الفاعلون في القطاع على فتح مثل هكذا مراكز للقيام بالأبحاث اللازمة التي تخص المزروعات المناسبة في المنطقة، وكذا طرق حماية النباتات من الأمراض التي تصيبها، وتقديم الحلول الناجعة لرفع القدرات الإنتاجية وإيصالها لحدودها القصوى.