رغم تحذيرات الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات الأحزاب المترشحة للتشريعيات من ارتكاب تجاوزات خلال الحملة الانتخابية، على غرار الإلصاق العشوائي لقوائم المترشحين، ومع ذلك نشاهد يوميا العديد من التجاوزات في إلصاق المنشورات في غير الأماكن المٌخصّصة لها، والغريب أن أبطالها أحزاب "كبيرة". يُلاحظ المتجول في عدة أحياء وطرق عبر الوطن، وجود قوائم للمترشحين لتشريعيات 4 ماي، وهي مٌلصقة بغير أماكنها المُخصّصة لها، بل وتجدها منشورة على أماكن حيوية، معرقلة بذلك تنقل المواطنين...فعلى سبيل المثال شاهدنا الكثير من ملصقات قوائم المترشحين موضوعة على اللّوحات التي تحمل أسماء البلديات والأحياء، وأيضا على اللافتات المرورية بطرق سريعة ورئيسية، بل وتٌغطيها بالكامل، وهو ما يتسبُّب في حيرة للسائقين وقد تقع جرّاءها حوادث مرور، لعدم تمكن صاحب المٌركّبة من قراءة ما تحتويه اللافتة المرورية. ولوحات أخرى شوّهت كليا وجه المدن التي " استماتت" السلطات المحلية في تزيينها وتجميلها، وهو ما نراه في العاصمة، فالملصقات منتشرة في كل مكان، على جدران مؤسسات عمومية وخاصة وعلى الأشجار والأحجار والأعمدة الكهربائية وحتى داخل مفترقات الطرق، وزاد التشويه بعد تعرض هذه الملصقات للتمزيق والكتابة فوقها. وحتى اللّوحات الجدارية الفنية الجميلة بالعاصمة، والتي أبدع فيها الرسّامون لم تسلم من الإلصاق العشوائي....ولأن صور المترشحين استفزّت بعض الناقمين عليهم، عمد هؤلاء إلى تشويه القوائم بكتابات حائطية، والنتيجة تشويه كلي لجداريات فنية أضافت الكثير من الجمال لوجه العاصمة مؤخرا. وفي الموضوع، أكد مصدر من الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات ل "الشروق"، تلقيهم خلال الأربع أيام الأولى من انطلاق الحملة 70 إخطارا على المستوى الوطني بينها إخطارات حول ظاهرة الإلصاق العشوائي، "ولأنّ الهيئة عملها رقابي أكثر منه عقابي، فنحن نرسل إشعارات لمرتكبي التجاوزات"، ويضيف المصدر أنه في حال الإلصاق العشوائي يتم إشعار الأحزاب المخالفة لتزيل الملصقات من الأماكن غير المخصصة للإلصاق وفورا. وعن مختلف الإخطارات التي تلقتها الهيئة، يوضح مصدرنا "تلقينا إخطارات حول عمل المداومات الولائية، وحول تأخر الإدارة في تسليم الانتدابات للمترشحين، وكذا حول الإشهار التجاري الذي أقدم عليه بعض المترشحين، والذين روّجو لقوائمهم عبر بعض وسائل الإعلام وهو أمر يَحظره القانون". وبإمكان الهيئة، الاستعانة بالقوة العمومية، حسب تأكيد مصدرنا، في حال حصلت مثلا يوم الاقتراع تجاوزات، ولم يتجاوب المخالفون لتوجيهات الهيئة. ومع ذلك، سجلت الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات "ارتياحها" للأجواء التي جرت في أسبوعها الأول، مذكرة المترشحين بضرورة الالتزام بالقانون والابتعاد عن المخالفات والتجاوزات القانونية، ومشددة في الوقت نفسه على المترشحين الابتعاد عن "...الإشهار التجاري في وسائل الإعلام أو استعمال شبكات التواصل الاجتماعي لتمرير بعض الأفكار والرسائل، التي تتنافى مع أخلاقيات المسار الانتخابي أو قيم المجتمع الجزائري".