أعلنت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، تنحيها عن رئاسة حزب الجبهة الوطنية، حسب ما نقل موقع قناة "بي بي سي عربي"، الثلاثاء. وتأتي هذه الخطوة بعد نجاحها في الوصول إلى الجولة الثانية في انتخابات الرئاسة الفرنسية، حيث تتنافس للفوز بها مع مرشح الوسط إيمانويل ماكرون. وقالت لوبان للتلفزيون الفرنسي، مساء الاثنين، إنها تريد أن تكون فوق الاعتبارات الحزبية. والمصطلح الفرنسي الذي استخدمته للتعبير عن تنحيها يشير إلى أن ذلك سيكون إجراءً مؤقتاً. وقالت لوبان للقناة التلفزيونية الفرنسية الثانية، إن فرنسا تقترب من "لحظة حاسمة". وأوضحت أن قرارها اتخذ عن "قناعة عميقة" بأن رئيس الجمهورية يجب يجمع ويوحد جميع أبناء الشعب الفرنسي. وأضافت "لذا، منذ هذه الليلة، لم أعد رئيسة للجبهة الوطنية. أنا مرشحة الرئاسة الفرنسية". وتهدف لوبان بهذا الفعل الرمزي إلى إظهار أن اهتمامها ينصب على البلاد بمجملها وليس حزبها فقط، كما يكشف عن سعيها للوصول إلى من صوتوا للمرشحين المهزومين في الجولة الأولى، وبشكل خاص من منحوا أصواتهم للمرشح الجمهوري فرانسوا فيون، حسب ما ذكر موقع قناة "بي بي سي" البريطانية. وكان وزير الداخلية الفرنسي قد أعلن أن ماكرون، حصل على 24 في المائة من الأصوات، كما حصلت لوبان، على 21.3 في المائة، بينما سجلت هذه الانتخابات نسبة مشاركة تمثلت في 79 في المائة من إجمالي عدد الناخبين المسجلين في البلاد. وتعد هذه أول مرة منذ ستين عاماً لا يترشح فيها للجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية أي مرشح عن أكبر حزبين لليسار أو اليمين في البلاد. وقد حصلت لوبان على أكثر من 7.6 مليون صوت في انتخابات، الأحد، وتعد تلك أقوى نتيجة ورقماً قياسياً بالنسبة لمرشح من حزب الجبهة الوطنية، وهو رقم أكثر ب2.8 مليون صوت مما حققه والدها في انتخابات عام 2002. وكانت لوبان قد تولت قيادة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية خلفاً لوالدها عام 2011 وتمكنت من قيادة الحزب للحصول على مكاسب كبيرة في الانتخابات المحلية الأخيرة. ويسعى حزبها إلى تحقيق خفض كبير في الهجرة، وفرض قيود على حرية التجارة، وتغيير علاقة فرنسا بالإتحاد الأوروبي. وتعهدت لوبان في الحملة أيضاً بالتالي: - خوض مفاوضات على شروط عضوية فرنسا في الإتحاد الأوروبي يليها استفتاء عام في البلاد على البقاء. - استبعاد آلي للمهاجرين غير القانونيين من البلاد وتخفيض عدد المهاجرين القانونيين بما يصل إلى 10 آلاف مهاجر سنوياً. - إغلاق مساجد الأئمة "المتشددين" ومنح الفرنسيين أولوية في الحصول على سكن الدولة. - سن التقاعد هو 60 عاماً وعدد ساعات العمل الأسبوعية 35 ساعة. وفي غضون ذلك، قال المرشح الجمهوري فرانسوا فيون لقادة حزبه، إنه "لم يعد يمتلك الشرعية" لقيادة الحزب في الانتخابات التشريعية التي ستعقب جولة الانتخابات الرئاسية الثانية الشهر المقبل. وأضاف أنه سيصبح "ناشطاً عادياً مثل أي ناشط آخر". وترجح التوقعات بشكل كبير فوز ماكرون، وزير الاقتصاد السابق، في تصويت الناخبين في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في السابع ماي. وقد حظي ماكرون بدعم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى جانب اثنين من المرشحين الرئاسيين الخاسرين في الجولة الأولى. ودعا هولاند مواطنيه، الاثنين، إلى عدم التصويت للوبان في جولة الانتخاب الثانية، مبرراً دعوته بالقول، إن اليمين المتطرف سيهدد بتفتيت أوروبا ويهدد بشدة بتقسيم فرنسا، مضيفاً "لمواجهة مثل هذا الخطر سأصوت لإيمانويل ماكرون. وأضاف هولاند، إن وزير اقتصاده السابق "سيدافع عن القيم التي ستوحد الفرنسيين". وقد حض كل من المرشح الجمهوري فيون والاشتراكي بنوا هامون أنصارهما على التصويت لماكرون في جولة الانتخابات الرئاسية الثانية.