أظهرت نتائج تقديرية للانتخابات الرئاسية التب جرت بفرنسا، يوم الأحد، فوز كل من ممثل الوسط إيمانويل ماكرون وممثلة اليمين المتطرف مارين لوبان بالجولة الأولى من التصويت، التي استدعي لها حوالس 47 مليون ناخب فرنسي في حوالي 67 ألف مركز اقتراع، وجُنّد لها أكثر من 50 ألف شرطي، حيث جرت وسط تدابير أمنية مشددة بعد ثلاثة أيام من الاعتداء على جادة الشانزيليزيه في قلب باريس، أسفر عن مقتل شرطي وجرح آخريْن. وبحسب معهد سبر الآراء إيبسوس، فقد تأهل إيمانويل ماكرون 23.7 بالمائة ومارين لوبان 21.7 بالمائة من الأصوات. ووفق هذه النتائج، سيتواجه ماكرون مع لوبان في جولة الحسم التي ستنظم يوم 7 ماي المقبل لتحديد الفائز بينهما بكرسي الرئاسة. وبحسب قانون الانتخابات الفرنسية فإن على المرشح الحصول على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى لحسم الانتخابات وإلا فإنه يتعين تنظيم جولة أخرى لحسم الرئاسة بين أكثر مرشحين اثنين حصلا على الأصوات من الناخبين. وبعد ظهور النتائج أعلن العديد من السياسيين الفرنسيين دعمهم لإيمانويل ماكرون في مواجهة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان. من جهته، أقرّ فرانسوا فيون، رئيس الوزراء السابق ومرشح ”حزب الجمهوريين”، بهزيمته في هذه الانتخابات، ودعا أنصاره إلى التصويت على ماكرون في الجولة المقبلة. وكانت نتائج آخر استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة ”لوموند” متقاربة، حيث أظهرت تقدم المرشحان ماكرون ولوبان وبفارق نقطة واحدة لصالح ماكرون المرشح الوسطي. وحصل ماكرون بحسب ”لوموند” على 23 بالمائة من الآراء المستطلعة، بينما حصلت لوبان مرشحة اليمين المتطرف على 22 بالمائة من الآراء. ووصفت الأوساط الفرنسية هذه النتائج بالاستثنائية في التاريخ السياسي الفرنسي بعد هزيمة الحزب الاشتراكي ممثل اليسار وحزب الجمهوريون ممثل اليمين البارزين على الساحة السياسية. وأيا كانت نتائج الجولة القادمة، سيعني هذا تحولا عن أحزاب اليسار واليمين الوسط التي هيمنت على السياسات الفرنسية لعقود، كما ستحسم مستقبل الاتحاد الأوروبي. وتراهن لوبان (48 عاماً)، رئيسة حزب الجبهة الوطنية، على الموجة الشعبوية التي حملت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ودفعت بريطانيا إلى اختيار الخروج من الاتحاد الأوروبي، للفوز في الانتخابات. وتصف هذه المحامية نفسها بأنها ”وطنية قبل أي شيء، ترغب في إخراج بلادها من اليورو، ومن نظام التنقل الحر في فضاء شينغن الأوروبي، وفق برنامج قد يسدد برأي المراقبين الضربة القاضية إلى اتحاد أوروبي بات في وضع هش بعد بريكست”. في المقابل، يعرض وزير الاقتصاد السابق، ماكرون (39 عاماً)، أصغر المرشحين سناً، برنامجاً ليبراليا سواء في الاقتصاد أو المسائل الاجتماعية، وهو بنى حملته على خط مؤيد لأوروبا. وحقق ماكرون الحديث العهد في العمل السياسي، شعبيته على أساس رفض الأحزاب التقليدية والرغبة في التجديد التي عبر عنها الفرنسيون، محددا توجه حركته ”إلى الأمام” بأنه ”ليس من اليمين ولا من اليسار”. لوبان: ماكرون ضعيف ونائبها يقول إنه غير وطني وبعد يوم من إعلان تأهلهما إلى الجولة المقبلة من الامنخابات، شنت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان هجوماً لاذعاً على منافسها مرشح الوسط إيمانويل ماكرون، واصفة إياه ب”الضعيف” في مواجهة الإرهاب الإسلامي. وقالت لوبان للصحفيين: ”أنا على الأرض للقاء الشعب الفرنسي وجذب انتباهه إلى قضايا مهمة بما في ذلك الإرهاب الإسلامي الذي أقل ما يمكن أن نصف تعامل السيد ماكرون معه بأنه ضعيف”. وأضافت ”السيد ماكرون ليس لديه مشروع لحماية الشعب الفرنسي في مواجهة أخطار الإسلاميين”، والجولة الثانية مع ماكرون ستكون استفتاء على ”العولمة المنفلتة”. وبدوره لم يتوان فلوريان فيليبو، كبير مساعدي مرشحة اليمين المتطرف ونائبها في الحزب عن توجيه اللوم لإيمانويل ماكرون. ونقلت مصادر إعلامية عن فيليبو، إنّ إيمانويل ليس وطنيا، لقد باع الشركات الوطنية، وانتقد الثقافة الفرنسية، كما أن رؤيته لفرنسا تختلف تماما عن رؤية لوبان لبلادها. ووصف فيليبو المرشح الوسطي المستقل بأنه ”متعجرف”، و”يتحدث وكأنه فاز بالفعل”، في إشارة إلى استعداد ماكرون لخوض الجولة الثانية المقررة في السابع من ماي المقبل. وفي المقابل رحب الاتحاد الأوروبي بتأهل ماكرون إلى الجولة المقبلة من الانتخابات. ومن جهته، ابتهج المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت في تغريدة على ”تويتر” بتأهل ماكرون. وقال زايبرت ”من الجيد أن إيمانويل ماكرون وبرنامجه الداعي إلى أوروبا قوية واقتصاد السوق الاجتماعي، انتصر”، متمنيا له مواصلة التقدم بقوله بالتوفيق في الأسبوعين القادمين. من جهتها، اكتفت الولاياتالمتحدة بالحياد ولم تعلق على ترشح لوبان وماكرون. وأعربت موسكو على لسان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، عن احترامها لخيار الشعب الفرنسي، وتأييدها لبناء علاقات طيبة مع فرنسا تقوم على منفعة متبادلة.