تشهد المساحات الخضراء والحدائق في المؤسسات التربوية مؤخرا حالة إهمال بالغة، مثلما هو الحال في بعض المؤسسات العمومية، حيث أدت سياسة التقشف ودخول الجزائر في أزمة مالية إلى تسريب عشرات العمال من حراس، وبستانيين، وإحالتهم قصرا على التقاعد وتوقيفهم إذا كانوا من الذين يعملون في الشبكة الاجتماعية. وعلمت "الشروق"، أن مديرية التربية بالجزائر وسط فرضت التقاعد على عمال الحدائق والمساحات الخضراء في كل من ثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة، وعمارة رشيد ببن عكنون، والشيخ بوعمامة بالمرادية "ديكارت سابقا"، وثانوية غانم جلالي ببولوغين، بحجة التقشف، بعد أن كانت هذه المؤسسات التربوية تتميز بمساحات شاسعة من الغطاء النباتي وتزخر بحدائق ساحرة تشد كل من يقع نظره عليها. ففي ثانوية حسيبة بن بوعلي، اشتكى بعض موظفي الإدارة والأساتذة من الحالة التي أصبحت عليها الحديقة، والتي طالما سحرت التلاميذ وفتحت شهية المطالعة والقراءة أمامها. واصطدمت تلميذات من الزمن الماضي، بعد أن استقبلتهم الثانوية في أحد اللقاءات مؤخرا، من التغير الجذري في منظر الحديقة، حيث يبست أشجارها وذبلت ورودها وأزهارها. وقالت موظفة في هذه الثانوية إن البستاني قضى سنوات طويلة هنا يعتني بالغطاء النباتي للمؤسسة كمن يعتني بأحد أولاده، وجاء التقشف لينهي عمله الفني البارع وينكر حفاظه طوال هذه السنوات على رونق وجاذبية الورود. وشملت عملية التخلي عن عمال الحدائق والمساحات الخضراء في المؤسسات التربوية بعض الولاياتالجزائرية، كما قامت وزارة التضامن بتوقيف عمال ما قبل التشغيل، حيث سيتم التخلي عنهم نهائيا شهر ماي القادم، والحجة دائما التقشف الذي أتى على الأخضر واليابس وعلى المساحات الخضراء في المؤسسات التربوية. وبما أن المدارس الابتدائية، تابعة للبلديات فإنه حسب عز الدين حلاسة، رئيس الاتحادية الوطنية لموظفي قطاع البلديات، طبقا للقانون الأساسي لسنة 2011 تم تحديد مناصب التشغيل وبعد دخول حالة التقشف، أصبح الحراس في المؤسسات التربوية هم من يتطوعون للعناية بالمساحات الخضراء، وهذا يضيف مشكل استدعى إعادة النظر في عمال المدارس. وقال حراسة إن الاتحادية راسلت الحكومة منذ سنتين، واقترحت عليها توظيف عمال المدارس الابتدائية، كالحراس من طرف وزارة التربية، حتى تتخلى المجالس الشعبية البلدية عن مسؤولية تحايل الحراس على الاعتناء بالمساحات الخضراء واستغلالهم من طرف المديرين.
قريفو: يمكن الحفاظ على حياة الحدائق باللمسة الفنية للتلاميذ حول هذا الموضوع، قالت المختصة في التربية وعلم النفس المدرسي، مليكة قريفو إن المساحات الخضراء في المؤسسات التربوية، تلعب دورا مهما في حياة التلميذ، ولا يمكن الاستغناء عنها، وقالت إن المدرسة تشهد رؤية جديدة تتعلق بالتربية النباتية والفلاحية والبيئة، ويمكن حسبها أن يشارك التلميذ في الاعتناء بالحدائق والأغطية النباتية داخل المدارس والثانويات، على أساس أن ذلك يدخل في إطار الأعمال التطبيقية الفنية، ويعزز نظرية "محيط خارج الاسمنت".