أمرت وزارة التربية الوطنية بإبقاء التلاميذ داخل المؤسسات التربوية بعد وجبة الغداء ومنعت إخراجهم حفاظا على سلامتهم. لذلك أعطت وزارة التربية الوطنية في تعليمة وقّعها الأمين العام للوزارة، تحت رقم 891 مؤرخة في 17 أكتوبر الجاري، تعليمات بضرورة إبقاء التلاميذ الذين يستفيدون من الإطعام في المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها بعد تناولهم وجبة الغداء وعدم السماح لهم بالخروج حفاظا على أمنهم وسلامتهم. وشددت التعليمة على ضرورة تطبيق محتواها بكل صرامة. علما أن أغلب المؤسسات التربوية، خصوصا منها المدارس الابتدائية، كانت تعمد إلى إخراج التلاميذ بعد تناولهم الغداء تحت غطاء عدم توفرها على أعوان مكلفين بتأطير التلاميذ، في الوقت الذي يفصل الفترة الصباحية والفترة المسائية. وأوعزت الوزارة قرار إبقاء التلاميذ في حرم المؤسسات التربوية إلى حماية المتمدرسين من مختلف الأخطار التي قد يتعرضون لها وعلى رأسها حوادث المرور. إلا أن الأولياء في مختلف مناطق الوطن يتخوفون من تعرض أطفالهم لعدة أخطار من بينها الاختطافات مثلما هو الحال بولاية تيزي وزو، حيث يعمد الأولياء إلى انتظار أبنائهم في مدخل المؤسسات التعليمية لمرافقتهم، وهو ما يجعل الكثير منهم يغادرون مقرات عملهم قبيل خروج أبنائهم من المدارس. كما اضطر آخرون إلى دفع رواتب شهرية لمرافقات يتكفلن بمرافقة أبنائهم وحراستهم إلى غاية وصول الأولياء. وإذا كان أمر حراسة وتأطير التلاميذ خارج حصص الدروس لا يمثل إشكالا في مؤسسات التعليم المتوسط والثانوي، حيث يتكفل المساعدون التربويون بهذه المهام، فإن الأمر يختلف تماما في المدارس الابتدائية. هذه الأخيرة لا تملك من بين موظفيها أعوانا مكلفين بتأطير التلاميذ خارج حصص الدروس. وهو ما يعتبر إشكالا قد يعيق تطبيق تعليمة الوزارة. علما أن ولاية تيزي وزو مثلا يستفيد ما لا يقل عن 95 بالمائة من تلاميذ الابتدائي بها من الإطعام. وهو ما يعني أن الأغلبية الساحقة من المدارس الابتدائية ستجد نفسها ملزمة على إبقاء التلاميذ في المدرسة طوال النهار. وقد رحب أولياء التلاميذ بقرار الوزارة إبقاء التلاميذ في حرم المؤسسات التربوية لحمايتهم وإراحة الأولياء من مشقة التنقل لمرافقة أبنائهم خشية التعرض لأخطار متنوعة. إلا أن تطبيق التعليمة خصوصا في المدارس الابتدائية يبقى مرهونا بتوفير الطاقم الذي سيتولى المهمة أو إعادة النظر في التنظيم التربوي لها.