تزامن فوز إيمانيال ماكرون بالانتخابات الرئاسية بفرنسا مع ذكرى 8ماي 45 فهل يعني ذلك ان ملف المجازر سيعرف أبعادا جديدة، ويدخل مرحلة الاعتراف الرسمي بجرائم فرنسا الاستعمارية. ماكرون الذي كان أول رجل سياسي يعترف صراحة بجرائم الاستعمار الفرنسي، وكان ذلك عبر قناة الشروق نيوز أثناء زيارته للجزائر. اعتراف الرئيس الجديد لفرنسا، زلزل الطبقة السياسية بفرنسا التي تعتبر الحديث في هذا الشأن من المحرمات السبع، لكن بعد الاكتساح الانتخابي الذي حققه ماكرون والتأييد الشعبي الذي لقيه من الفرنسيين، قد يصب ذلك في إناء الجزائريين الذين لازالوا ينتظرون اقتطاع ورقة الاعتراف بجرائم فرنسا. وفي 2012 مع زيارة الرئيس السابق فرونسوا هولاند للجزائر جاء التلميح ضعيفا بحديثه باحتشام عن ما أسماه بمعاناة وآلام الشعب الجزائري إبان الفترة الاستعمارية ورغم ضعف التصريح اعتبره البعض مغازلة للقضية الجزائرية، وتزامن ذلك مع حديث بعض المؤرخين والحقوقيين الفرنسيين عن الجريمة الاستعمارية وعلى رأسهم جيل مونسرون الذي تحدث عن إجرام الاستعمار، وقال لم يبق سوى المسنين الفرنسيين يعتقدون أن الاستعمار شيئا إيجابيا. لكن التصريح الأكثر جرأة، جاء من الرئيس الجديد ماكرون الذي اعترف صراحة بأن الاستعمار جريمة ضد الإنسانية وفق ما ينص علي ميثاق حقوق الانسان، الأمر الذي شجع الجمعية الوطنية 8 ماي 45 لإعداد ملف ثقيل حول مجازر 8 ماي 45 وما سبقها من جرائم وهو ملف يعرف باسم ملف الاتهام الذي ستسلمه الجمعية للجنة حقوق الإنسان ببروكسل. وحسب رئيس الجمعية عبد الحميد سلاقجي، فإن الملف سيودع فور ما سمحت الظروف وسيكون دون حقد ولا ضغينة لأن التقارب ينبغي أن يستمر بين الشعبين الجزائري والفرنسي خاصة مع وصول ماكرون الى الحكم والذي تُعلق عليه الجمعية آمالا كبيرة للاعتراف بالملف.