أعلنت الجزائر وحكومة الوفاق الوطني الليبية، اعترافهما باللواء خليفة حفتر، كقائد أعلى للقوات المسلحة الليبية، كما أكدتا أن زيارة وزير الشؤون الإفريقية والمغاربية والجامعة العربية، عبد القادر مساهل إلى عدد من المدن الليبية قد تم "بترتيب وتنسيق مسبق بينهما"، وشجبت السلطات الليبية التهديد الذي طال الوزير مساهل من قبل لجنة الدفاع في برلمان طبرق شرق البلاد. وقال الوزير مساهل، بشأن المنصب الذي يحوزه اللواء خليفة حفتر في المشهد الليبي، خاصة وأن حكومة طرابلس المعترف بها دوليا، كانت تعتبر قائد عمليات البنيان المرصوص قائد الجيش "اتفق مع تسمية المشير خليفة حفتر كقائد عام للجيش الليبي، والذي تم من طرف مجلس النواب المعترف به"، ليؤكد بصيغة الجزم، خلال ندوة صحفية مشتركة عقدها، أمس، بالمركز الدولي للمؤتمرات في زرالدة، بمعية نظيره من حكومة الوفاق الوطني الليبية الطاهر سيالة والمبعوث الأممي إلى ليبيا ماترن كوبلر، على هامش الاجتماع ال11 لدور جوار ليبيا "حفتر القائد العام للجيش الليبي مسألة لا نقاش فيها، وهذا الأمر موجود في لائحة من لوائح مجلس النواب - ينعقد بمدينة طبرق شرق البلاد". ونفس الموقف عبر عنه وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني، وذكر "حفتر هو قائد الجيش الليبي... هذه المسألة لا غبار عليها"، ومن شأن هذا الاعتراف، خاصة من الداخل الليبي، إنهاء الانقسام فيمن يقود الجيش الليبي، بين اللواء عبد السلام جاد الله الذي يتولى قيادة قوات البنيان المرصوص، وحفتر الذي يقود ما يعرف بعملية الكرامة. وبشأن التهديدات التي طالت مساهل، بعد الزيارة التي قادته بداية الأسبوع إلى الجنوب الليبي، من طرف لجنة الدفاع في برلمان طبرق، رد المتحدث "الزيارة التي أديتها كان مرحبا بها من جميع الليبيين. بدأت من الشرق والغرب والجنوب، وفي بنغازي رأيت مشاهد بقيت راسخة في ذاكرتي"، ويتابع المعني "لقد رأيت مشاهد مختلفة عما يتم نقله في وسائل الإعلام، نعم هنالك مشاكل، لكن ليس بالحدة التي يتم الحديث عنها"، وأعطى مثالا عن لقاء جمعه بفريق لكرة القدم من طرابلس إلى بنغازي، للدلالة على عدم وجود "شرخ كبير بين سكان شرق البلاد وغربها". ليؤكد أن لا مشكلة شخصية له ولا للجزائر مع الليبيين أيا كانوا، كما أن الجزائر وفي مسعاها لحلحلة الأزمة الليبية ليست باحثة عن "شرف ولا مجد"، وأن غايتها تحقيق مصالحة بين أبناء البلد الواحد، في نفس الموضوع قال وزير الخارجية الليبي طاهر السيالة "مساهل مرحب به في ليبيا، الزيارة التي قادت أخي وصديقي عبد القادر تمت بالتنسيق مع المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، وكنا نعلم برنامجها وتوقيتها مسبقا... لكن إن وجد صوت نشار فنحن نعتذر منكم عما حصل". وأشاد وزراء خارجية دول جوار ليبيا ، ب"النجاحات التي حققها الليبيون في مختلف المناطق في ليبيا في حربهم على الإرهاب والجريمة المنظمة"، مجددين رفضهم "القاطع" للحل العسكري للأزمة في ليبيا وكذا لأي تدخل عسكري أجنبي لانعكاسات سلبية على ليبيا ودول الجوار والمنطقة بأكملها. وعبر الوزراء في بيانهم الختامي الذي توج أشغال الدورة الوزارية ال11 لبلدان جوار ليبيا التي عقدت أمس بالجزائر إشادتهم ب"النجاحات التي حققها الليبيون في مختلف المناطق في ليبيا في حربهم على الإرهاب والجريمة المنظمة لاسيما في كل من بنغازي وسرت ومناطق أخرى"، مشددين على أهمية دعم السلطات الشرعية في مكافحة هذه الآفات. وبالمناسبة جدد الوزراء رفضهم "القاطع للحل العسكري للأزمة في ليبيا وكذا لأي تدخل عسكري أجنبي لما لهذين الخيارين من انعكاسات سلبية على ليبيا ودول الجوار والمنطقة بأكملها". كما أكدوا بأن مكافحة الإرهاب في ليبيا يجب أن "تتم بطلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وبالتنسيق معه".