يتجه مجلس النواب في طبرق في خطوة جديدة لسحب البساط من اللواء خليفة حفتر، على خلفية إعلان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة العربية الليبية، قرار حالة النفير العام في البلاد، وتعيين رئيس الأركان العامة اللواء عبد الرازق الناظوري حاكمًا عسكريًّا للمنطقة الممتدة من مدينة درنة شرقًا وحتى بن جواد غربًا، لتتزامن هذه الخطوة مع استمرار المواجهات على محور سرت، وإعلان الدول الغربية حالة الاستنفار لاعتراض سفن تحمل أسلحة لداعش في ليبيا. سيرت الأجهزة الأمنية والعسكرية الأوروبية دوريات في البحر المتوسط، بعد معلومات وصلتها تفيد بتواجد سفن محملة بالأسلحة لعناصر تنظيم داعش في ليبيا. وكشفت وسائل إعلام غربية، استنادا إلى مصادر أمنية، عن الاشتباه في وجود ست سفن ذات قدرات استيعابية تزيد على 10 آلاف طن تحمل أسلحة لداعش في ليبيا، حيث تسعى المخابرات الأوروبية لاعتراضها، وتفيد أولى المعلومات بأن السفن عبرت ميناء تركيا وفصلت نظام الملاحة على الفور لكي لا يتم اكتشافها باستخدام الأقمار الاصطناعية والدوريات. على صعيد متصل، كشفت صحيفة "صانداي تايمز" عن التحاق بريطانيين بتنظيم داعش في ليبيا، موضحة أن قرابة 20 بريطانيا يقاتلون في ليبيا إلى جانب مجموعات من بينها داعش، وذلك في وقت انتشرت معلومات عن تواجد قوات خاصة بريطانية تؤطر وتدعم القوات المنضوية تحت لواء حكومة الوفاق الليبية، هذه الأخيرة تواصل هجماتها العسكرية لدحر عناصر داعش التي تواصل استخدام المفخخات والقناصة وحرب شوارع وعصابات، أدت إلى تسجيل خسائر بشرية في صفوف عناصر عملية البنيان المرصوص. بالمقابل، فإن إعلان النفير العام من قبل عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي القائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد، وتعيين رئيس الأركان العامة اللواء عبد الرزاق الناظوري حاكما عسكريا للمنطقة الممتدة من مدينة درنة شرقا إلى بن جواد غرب، يكشف عن التجاذبات القائمة بين الفرقاء الليبيين، ولكن أيضا توجها لتحجيم دور اللواء خليفة حفتر من قبل حلفائه السابقين، ما سيزيد من صعوبة وتعقيد الوضع على المشهد الليبي. ويأتي الإعلان وسط تكثيف ما يعرف بالجيش الوطني الليبي تحركاته ضد مناطق يسيطر عليها تنظيما القاعدة وداعش في مدينتي أجدابيا وبنغازي شرقي البلاد. ففي أجدابيا فرضت قوات الجيش سيطرتها على المنطقة الصناعية جنوبي المدينة بعد معارك وغارات على مواقع قوات تابعة للقاعدة، بينما تشهد منطقة الصابري في بنغازي اشتباكات بين الجيش الليبي ومسلحي تنظيم القاعدة، وقد كثف سلاح الجو الليبي طلعاته في أجواء المنطقة، ويبدو أن برلمان وحكومة طبرق التي لم تعترف بسلطة حكومة الوفاق تسعى إلى دعم مواقعها بما يضمن لها مكانة رئيسية في المعادلة السياسية الليبية.