أعلنت الجزائر استقبالها عددا من اللاجئين السوريين، المتواجدين بمنطقة فقيق المغربية، بعد أن رفضت الرباط استقبالهم، وتركتهم في وضعية صعبة منذ تاريخ 17 أفريل الماضي، وسيضاف اللاجئون الخمسون إلى 40 ألف سوري مقيم في الجزائر منذ بداية الأزمة عام ال2011 . وأفاد بيان لوزارة الخارجية، أنه تم استقبال ممثل المفوضية العليا للاجئين، حمدي بوخاري، بمقر الوزارة، الخميس، وجرى إبلاغه بالقرار المتخذ من السلطات العليا في البلاد، والمتمثل باستقبال ول"دواع إنسانية" مجموعة اللاجئين السوريين، ومن بينهم أطفال وسيدة حامل، المتواجدون بمنطقة فقيق المغربية، وأبرز البيان، أنه بهذه الالتفاتة الإنسانية من الجزائر، سيحظى الرعايا السوريون بالإقامة وضمان السكن وتوفير الرعاية الإنسانية. وأكدت مصالح الوزير عبد القادر مساهل، أن موقف الجزائر الذي تم في شهر رمضان الكريم، يتوافق مع التزامات التي قطعتها الجزائر مع الشعب السوري، حيث استضافت الجزائر منذ الأزمة أكثر من 40 ألف لاجئ حصلوا على عديد المزايا، ومن ذلك الإقامة، وحرية التنقل والتعليم والحصول على الرعاية الطبية والسكن وممارسة الأنشطة التجارية. ومنذ بداية أزمة اللاجئين السوريين وعددهم 50 شخصا، منتصف أفريل الماضي، حاولت السلطات المغربية التملص من واجباتها الإنسانية، وإلقاء التهمة على الجزائر، بالادعاء أن الجزائر قد قامت بطردهم إلى التراب المغربي، وهو الأمر الذي كذبته جمعيات حقوقية مغربية، وبعدها التوضيحات التي قدمتها وزارة الخارجية حول القضية. والأسبوع الماضي، أكدت المنظمة الحقوقية غير الحكومية هيومن رايتس ووتش، أن المغرب أخل بالتزاماته الدولية حيال اللاجئين السوريين بعد طرده نحو خمسين لاجئا سوريا من أراضيه في أفريل المنصرم . وأوضحت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها أن "طرد المغرب لطالبي اللجوء من أراضيه من دون منحهم إمكانية طلب وضع لاجئ يشكل إخلالا بالتزاماته الدولية". وأشارت المنظمة التي يتواجد مقرها بواشنطن إلى أن "هذه القرارات يمكن أن تخل بالمادة 29 من القانون المغربي رقم 02-03 المتضمن دخول وإقامة الأجانب في المغرب، كما تحظر هذه المادة طرد النساء الحوامل". وأوضحت المنظمة استنادا لمكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالمغرب أن الأمر يتعلق بمجموعتين من اللاجئين السوريين البالغ عددهم 55 شخصا بمن فيهم 20 امرأة و22 طفلا. وأكدت المنظمة كذلك أن امرأتين من بين النساء المطرودات من قبل المغرب كانتا حاملتين لعدة أشهر حيث إن إحداهما وضعت مولودها بتاريخ 23 أفريل بالمنطقة الحدودية الكائنة قرب المدينة المغربية فقيق.