تعدّت الأجواء والصور التضامنية التي يرسمها المجتمع المدني الجزائري حدود الوطن لتشمل بعض المحتاجين في دول شقيقة تعاني ويلات الحرب والدمار، ومنها ما قامت به "دار اليتيم" لبلدية عين طاية شرق العاصمة. حيث لم تتوقف مساعداتها عند اليتامى الجزائريين بل شملت الأطفال والعائلات الفلسطينية أيضا، سواء المتواجدين على أرض الوطن وذلك من خلال إفطار جماعي لنحو 500 يتيم ومحتاج وتقديم الكسوة ل60 يتيما و29 عائلة معوزة تقيم على الأراضي الجزائرية وذلك بالاشتراك مع السفارة الفلسطينية التي تساهم أيضا في دعم ورعاية النشاط الخيري، والأجمل في المبادرة هو إرسال 200 قطعة لباس لأيتام المقدس وتسليمهم إيّاها عن طريق السفارة الفلسطينية في الجزائر من أجل المساهمة في رسم البسمة على وجوه من فقدوا والديهم أو أحدهما بسبب الاحتلال الإسرائيلي. ابتكرت جمعية دار الأيتام بعين طاية خلال شهر رمضان لهذا الموسم صيغتين جديدتين لتسهيل الحصول على كسوة العيد للأطفال اليتامي والمحتاجين على مستوى الوطن، حيث تقدّمت ببرنامج "ادفع ثمن الخياطة واستفد من لباس العيد" وكذا برنامج "اكسي يتيم ب 700 دج" لمساعدة الأيتام والمحسنين في اقتناء لباس محترم بسعر معقول بعضه من إنتاج أرامل الجمعية بنحو 1000 قطعة وبعضه تحصلت عليه الجمعية بأسعار معقولة عن طريق تجار خصوها بتخفيضات استثنائية، حسب ما أكّده رئيس الجمعية محمّد قبلي في تصريح للشروق. وأضاف المتحدث "نتعاون مع ورشة خياطة لأحد المحسنين من حيث تقنيات الخياطة الحديثة والموديلات الدارجة وغيرها من الجوانب التي لم تكن تتحكم فيها الأرامل العاملات في الورشات وهو ما أضفى لمسة خاصة على منتجات الجمعية عكس الطبعات السابقة". أمّا يتامى الجمعية فيقول رئيسها محمد قبلي فسيختارون ألبستهم بأنفسهم من لدن أحد المساحات المتخصصة في بيع ملابس الأطفال ببلدية عين طاية، حيث يذهبون رفقة أمهاتهم أو أهلهم لاختيار ملابسهم ويتركونها لدى صاحب المحل الذي يرسلها إلى الجمعية في شكل هبة. ويقدر عدد هؤلاء المعنيين بنحو 40 طفلا يتيما، فيما ستستفيد الأرامل من مبلغ 15 ألف دج كإعانة لاستقبال العيد وإتمام ما تبقى من شهر الصيام. ووجّهت الجمعية ضمن أول قافلة لها نحو 100 كسوة لأطفال تمنراست اليتامى والمعوزين مع 60 قفة وكذا 200 قطعة لأطفال سوق أهراس مع تنظيم إفطار جماعي.