رفعت صونيا مبكرا سقف المنافسة على جوائز مهرجان المسرح المحترف الذي انطلق سهرة أمس الأول بمسرح محي الدين بشطارزي بمسرحية "أمام أسوار المدينة" للمسرح الجوي لسكيكدة الذي انضم لحظيرة المسارح الجهوية لأول مرة بقيادة صونيا التي تخلت عن ثوب الممثلة لتلبس عباءة المخرجة في أول عمل توقعه كمديرة للمسرح الجهوي لسكيكدة. اقتبس نص المسرحية خالد بوعلي وجسدتها وجوه شابة أمثال نادية لرويني التي قدمت عرضا رائعا وحضورا جسديا فوق الخشبة كانت له كلمته في صنع تجاوب الجمهور مع العمل، وذكرتنا بعيطة صونيا الممثلة وإن أكدت نادية أنها لم تسع لتقليد صونيا، لكنها لخصت جهد 3 أشهر من التحضير للعمل، وشارك في العمل نخبة أخرى من الوجوه الشابة أمثال بوحة سيف الدين، صابر عميور، بوفناز عبد الرؤوف، أما السينوغرافيا فكانت من توقيع عبد الرحمان زعبوبي الذي أضفى لمسة خاصة ساهمت كثيرا في مساعدة الممثلين على تجسيد أدوارهم، كوريغرافيا سليمان الحابس، وموسيقى صالح سامعي. أبدعت نادية لروني في تجسيد الدلالات الرمزية للمسرحية عبر السور العالي الذي رمز لكل الحواجز التي تقف في وجه الإنسان المحاصر بممنوعات الحياة. العمل يروي قصة امراة امتلكت جرأة وشجاعة مواجهة السور الذي حال بينها وبين زوجها المجند في جيش الإمبراطور قصد الدفاع عن أسوار المدينة أو بالأحرى الدفاع عن الإمبراطور الحاكم في البرج العاجي بعيدا عن معاناة الناس. المسرحية تجسد معاناة المرأة المسلوبة الحقوق وصرخة أنثى في مجتمع العلاقة فيه بين الرجل المرأة مختلة وغير متكافئة، كما تحمل أيضا جرأة الطرح السياسي لانتقاد العلاقة غير العادلة بين الحاكم والمحكوم لتقول لنا صونيا أن إصلاح النظام الاجتماعي وإرساء علاقة سوية بين الرجل والمرأة لا بد أن تمر حتما بين علاقة مواطنة سوية بين الحاكم والمحكوم وهذا عبر مزاوجة رائعة تكاملت فيها السينوغرافيا والكوريغرافيا لتصنع لوحة فنية حملت بصمة امرأة مبدعة وفنانة قديرة اسمها صونيا.