انطلقت فعاليات الطبعة ال14 لجائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، مساء السبت بقصر المعارض بالصنوبر البحري في الجزائر العاصمة، بمشاركة 51 دولة يمثلون العالم الإسلامي والجاليات المسلمة لدول الغرب. وأشرف على حفل افتتاح فعاليات المنافسة لهذه الجائزة وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، بحضور شخصيات رسمية وسياسية منهم وزير الشباب والرياضة "الهادي ولد علي"، ووزير النقل والأشغال العمومية "عبد الغني زعلان"،...وغيرهم، إضافة إلى الوفود الدبلوماسية المعتمدة بالجزائر وعلماء دين جزائريون ومن عديد الدول الإسلامية والمشاركون في المسابقة. وقال عيسى، في كلمة الافتتاح إنّ "القرآن الكريم رافق الجزائر وتاريخها النضالي عبر السنين ضد الغزاة الصليبيين الذين حاولوا طمس الهوية الإسلامية والعربية للجزائر". وأضاف "وبعد أن تهاوت جيوش الصليبيين في الجزائر، عادت الروح إلى أرضها بفضل القرآن المجيد الذي لا تزيغ به الأهواء ومن عمل به أجر وهدي إلى الصراط المستقيم". وأشار الوزير لدى إعطائه إشارة انطلاق جائزة الجزائر لحفظ القرآن الكريم أنّ مساجد البلاد هبّت إلى المشاركة في هذه المنافسة بأحسن قارئ للقرآن والفتية المرتلين المجوّدين الذين تباروا على مستوى البلديات إلى أن انتقي منهم فارس الجزائر في هذه المسابقة ليتبارى مع نظرائه من العالم الإسلامي. ولم يخف المتحدث أنّ الحكومة أقامت مؤسسة "العصر" لخدمة القرآن الكريم تختص بطباعته ونشره وتوزيعه ومراجعة كذلك ما يستورد من المصاحف مع مراقبتها بإشراف لجان مختصة. وتضم لجنة تحكيم هذه الجائزة - حسب الوزير - ستة أعضاء من الجزائر والتشاد والبحرين برئاسة الدكتور محمد بوركاب من الجزائر. من جهته، اعتبر رئيس لجنة تحكيم المسابقة، "محمد بوركايب" أنّ القرآن أعظم نعمة على الإطلاق من أجل أن يحيا الإنسان حياة طيبة ويسعد به شريطة أن يقبل عليه بتدبر وتأمل وتفكير". ودعا بوركابّ، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى المزيد من الإهتمام بكتاب الله وتعميم تعليمه وتدريسه في الجامعات، علاوة على مكانته المميزة في مختلف مراحل التعليم لاسيما على مستوى المدارس والثانويات من خلال مادة التربية الإسلامية. وقد تم خلال هذا الحفل تكريم عدد من الفاعلين في ميدان الثقافة الإسلامية والدعوة إلى الله وخدمة القران ويتعلق الأمر بسعيد شيبان وعبد الوهاب حمودة، وشريفي بلحاج، وكذا الحاجة مريم وكذا الخطاط محمد شريفي. وتُنظَم جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره باستمرار منذ سنة 2003 تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، تعد تقليدا يتنافس من خلاله حفظة القرآن من مختلف البلدان الإسلامية عبر العالم، كما تعكس الاهتمام الذي توليه الجزائر لكتاب الله وتمسك الشعب الجزائري بالقرآن الكريم وبحسن تلاوته. وبالموازاة مع هذه المسابقة سيتم تنظيم مسابقة وطنية تشجيعية لصغار حفظة القرآن الكريم، موجهة للأطفال الذين لا يتعدى سنهم ال15 سنة. وسيتحصل الفائز الأول في المسابقة التي سيتنافس فيها الطلبة الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة، على مبلغ مالي يقدر بمليون دينار جزائري، بينما يتحصل الفائز الثاني على 800 ألف دينار والثالث على 500 ألف دينار. وبالنسبة للمسابقة الوطنية الخاصة بصغار حفظة القرآن، سيتحصل الفائز الأول على مبلغ 500 ألف دينار والثاني على 400 الف دينار والثالث على 300 ألف دينار. وبالإضافة إلى الفائزين الثلاثة الأوائل، سيتم بمناسبة ليلة القدر المباركة تكريم المشاركين في فعاليات هذه المسابقة بجوائز قيمة.