أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أن قواتها الأمنية أحبطت عملية "إرهابية" كانت تستهدف الحرم المكي في مدينة مكةالمكرمة، حيث يتجمع عشرات الألوف من المصلّين في آخر أيام شهر رمضان المبارك، تخللها تفجير انتحاري لحزمته الناسفة. وجاء في بيان للوزارة نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، أن الجهات الأمنية تمكّنت، الجمعة، "من إحباط عمل إرهابي وشيك كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين من قبل مجموعة إرهابية تمركزت في ثلاثة مواقع". وأصيب 11 شخصاً بينهم خمسة من عناصر الشرطة بجروح في انهيار منزل من ثلاث طبقات في منطقة الحرم كان يتحصّن فيه انتحاري قبل أن يفجّر نفسه، حسب ما أوضح البيان. وأدانت دول في المنطقة ومؤسسات دينية محاولة مهاجمة الحرم المكي، بينها قطر التي أكدت في بيان تضامنها "مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ووقوفها معها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على المقدسات الإسلامية"، رغم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين الخليجيين. كما أعربت إيران، الخصم اللدود للسعودية، عن إدانتها للعملية "الإرهابية"، مؤكدة أنها على استعداد للمساعدة والتعاون في محاربة "تجار الموت". من جهته، أكد الأزهر "رفضه القاطع لهذا العمل الإجرامي الخبيث"، مشدداً على أن مرتكبيه "لا يريدون خيراً بالإسلام أو الأمة الإسلامية". إطلاق نار وتفجير وأوضح بيان وزارة الداخلية السعودية، أن أحد المواقع التي كانت مستهدفة يقع "في محافظة جدة، والآخرَين في العاصمة المقدسة، الأول في حي العسيلة، والثاني في حي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام، عبارة عن منزل مكون من ثلاثة أدوار كان يوجد بداخله الانتحاري المكلف بالتنفيذ". وتابع بيان الوزارة، أن الانتحاري "بادر فور مباشرة رجال الأمن في محاصرته بإطلاق النار باتجاههم، مما اقتضى الرد عليه بالمثل لتحييد خطره بعد رفضه التجاوب مع دعواتهم له بتسليم نفسه". ولفت إلى أن الانتحاري "استمر في إطلاق النار بشكل كثيف، قبل أن يقدم على تفجير نفسه، مما نتج عنه مقتله وانهيار المبنى الذي كان يتحصن بداخله وإصابة ستة من الوافدين نقلوا على أثره للمستشفى بالإضافة إلى إصابة خمسة من رجال الأمن بإصابات طفيفة". وأوضح البيان، أن العملية الأمنية أسفرت "عن القبض على خمسة من عناصر الخلية بينهم امرأة، بعد مداهمة مواقعهم المشار إليها آنفاً"، لافتاً إلى أن الجهات الأمنية باشرت "تحقيقاتها ورفع الأدلة في مكان التفجير والتثبت من هوية الانتحاري". وأكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، عبر التلفزيون السعودي الرسمي، أنه "تم نقل المعتمرين الستة" المصابين إلى المستشفى، لافتاً إلى أن "أربعة منهم غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج، فيما لا يزال اثنان يتلقيان الرعاية الصحية". "خطط تُدار من الخارج" وشرح التركي، أن أعضاء الخلية "الإرهابية"، من خلال محاولتهم استهداف الحرم المكي، قد مسوا بأمن "أقدس" الأماكن لدى المسلمين. وشدد على أن هؤلاء ينفذون "خططاً تُدار من الخارج هدفها زعزعة" أمن البلاد واستقرارها، من دون أن يذكر من هي تلك الجهات الخارجية التي تحدث عنها. وذكّر المتحدث، بأنه "خلال العامين الماضيين، أطاحت الأجهزة الأمنية بعدة خلايا إرهابية في محيط العاصمة المقدسة وضواحيها"، مشيراً إلى أن تلك الخلايا هدفها إثارة "التشكيك في قدرة المملكة على حماية أمن الحجاج والمعتمرين والزوار في الحرمين الشريفين". وتابع "سنكون لهم بالمرصاد ونواصل الإطاحة بخلاياهم وإحباط كل ما يسعون به من أعمال إرهابية.. للحيلولة دون تمكينهم من تحقيق هذه الأهداف التي تخدم أجندات أجنبية". والعملية التي تم إحباطها في وقت كان المصلّون متجمّعين بأعداد كبيرة في المسجد الحرام في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، هي ثاني عملية من نوعها ضد أحد الأماكن المقدسة في السعودية في أقل من عام. ففي جويلية 2016، قُتل أربعة من عناصر الأمن في اعتداء قرب المسجد النبوي في المدينةالمنورة. وفي العام 1979، قام نحو 400 متطرف إسلامي بقيادة جهيمان العتيبي بحصار المسجد الحرام في عملية هزت العالم الإسلامي وانتهت بتدخل القوات السعودية، ما أدى لمقتل 127 جندياً و117 مسلحاً وعدد من المدنيين. * * * * *