شيعت في ساعة متأخرة، من نهار الاثنين، بالمقبرة الإسلامية لقرية فريجو، ببلدية ششار، جنوب ولاية خنشلة، جنازة الشقيقين نعيم عيادي 9 سنوات، وياسين عيادي 13 سنة، اللذين لقيا مصرعهما غرقا، عصر الأحد، داخل سد مائي، مباشرة بعد الانتهاء من إجراءات التشريح الذي أمرت به نيابة محكمة ششار الابتدائية. وقد تم نقل جثمانيهما من مستشفى بن بلة بخنشلة، إلى مسقط رأسيهما بفريجو، قبل أداء صلاة الجنازة عليهما ودفنهما في أجواء مهيبة، حضرها سكان القرية بقوة، ولم يحضرها أي مسؤول أو منتخب، ما زاد من آلام العائلة وأهل فريجو، الذين احتجوا مباشرة بعد انتهاء مراسيم الدفن، والتمسوا من سلطات خنشلة التدخل العاجل والعمل على حماية أطفالهم من أخطار الموت التي أضحت تحدق بهم على مستوى السد الذي لا يبعد عن التجمع السكني للقرية سوى ببضعة أمتار لا تتعدى 100 م. وكانت قرية فريجو بششار قد اهتزت، على وقع وفاة الشقيقين نعيم وياسين، غرقا داخل سد مائي، يقع عند ضفة القرية، على طول الطريق الوطني، 80 الرابط بين بسكرةوخنشلة، لتنتشل جثتاهما من قبل مصالح الحماية المدنية، بعد رحلة بحث، دامت نحو سبع ساعات، وتفتح مصالح الدرك الوطني، تحقيقا في ظروف الحادثة، وقد ذكر والد الضحيتين، للشروق اليومي، أنه وبعد عودته عصر الأحد إلى منزله من مدينة ششار، تفقد طفليه، بصفة عادية، واعتقد أنهما يلعبان بالحي، غير أن اختفاءهما طال، فخرج رفقة ابنته ندى الشقيقة التوأم لنعيم، في رحلة بحث، ليخبره أحد الرعاة، من أبناء القرية، بأنه شاهدهما بالقرب من السد المائي، وطلب منهما الابتعاد عنه، الأمر الذي جعل والده يلتحق بمحيط السد، غير المحروس، ومن دون حواجز، إلا أنه لم يجد لهما أثر، ليعود إلى بيته، وسارعت العائلة في حملة بحث بمساعدة أهل القرية، إلى أن تم العثور على ملابس الطفل نعيم، بعد أن تركها بمحيط السد قبل خوضه السباحة. وفي مغرب نفس اليوم تم العثور على جثة الصغير ياسين على بعد 15 مترا من الحافة السفلى للسد، وتمكنت وحدة الحماية المدنية بششار من انتشال الجثة الثانية، في مشهد أثر في أهل القرية وطرح أكثر من سؤال عن مصير أطفال القرى والمداشر في غياب المسابح ووسائل الترفيه.