أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أن التجربة الناجحة وغير المسبوقة التي أجرتها بلاده، الثلاثاء، على إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات هي "هدية لأبناء الزنا الأمريكيين" في عيد استقلالهم، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، الأربعاء. وأفادت الوكالة، أن كيم وإثر إشرافه شخصياً على عملية إطلاق الصاروخ قال: "إن أبناء الزنا الأمريكيين لن يكونوا مسرورين كثيراً بهذه الهدية التي أرسلت في ذكرى الرابع من يوليو/جويلية". وأضافت أن الزعيم الكوري الشمالي انفجر بعدها ضاحكاً قبل أن يضيف أنه "يجب علينا أن نرسل إليهم هدايا بين الفينة والأخرى كي نساعدهم على التغلب على مللهم". وتابعت بأن كيم أعرب لدى معاينته صاروخ هواسونغ-14 عن "الرضا"، وقال إن الصاروخ "كطفل جميل ومكتمل". وأكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أن عملية الإطلاق استوفت "كل المعايير التكنولوجية بما فيها مقاومة الحرارة والثبات الهيكلي للصاروخ" وهي عوامل ضرورية لضمان عودته عبر الغلاف الجوي دون أضرار. وأضافت أن رأس الصاروخ مصنوع من ألياف الكربون. وأوضحت الوكالة، أنه "في ظروف صعبة من بينها درجات حرارة تقارب الآلاف والضغط والارتجاجات ظلت الحرارة داخل رأس الصاروخ مستقرة وتراوحت بين 25 و45 درجة مئوية"، وأشارت إلى أن "الصاروخ كان له مسار ممتاز وبلغ هدفه بدقة". ولم يعبر الصاروخ سوى مسافة تقل عن ألف كلم لكن العلو الذي بلغه (أكثر من 2800 كلم حسب بيونغ يانغ) دليل على أنه قادر على التحليق لمسافات أطول. بدوره، أشار وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان مين كو إلى أنه بالإمكان يتراوح مدى الصاروخ بين 7 و8 آلاف كلم، ما سيتيح بلوغ القيادة الأمريكية في المحيط الهادئ ومقرها هاواي بسهولة. من جهتها، أطلقت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية، الأربعاء، صواريخ بالستية خلال مناورات تحاكي هجوماً على كوريا الشمالية، في "رسالة تحذير قوية" إلى النظام الشيوعي الذي أطلق صاروخاً عابراً في أول تجربة من نوعها. ويشكل امتلاك كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً عابراً للقارات يمكن تزويده برأس نووية منعطفاً مهماً للنظام الشيوعي الذي أجرى حتى اليوم خمس تجارب نووية ويمتلك ترسانة صغيرة من القنابل الذرية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد في جانفي بأن ذلك "لن يحصل". إلا أن العديد من الخبراء قالوا إن صاروخ هواسونغ-14 يمكنه بلوغ ألاسكا. وسيفرض هذا النجاح الذي حققته بيونغ يانغ ويشكل تحدياً جيوسياسياً لواشنطن، إعادة تقييم للتهديد الذي يمثله أحد أكثر الأنظمة انعزالية في العالم. وتؤكد بيونغ يانغ التي قامت بخمس تجارب نووية حتى الآن ولديها مخزون صغيرها من القنابل الذرية، أن الصاروخ الجديد يمكن تزويده ب"رأس نووي كبير". بعد أقل من 24 ساعة على التجربة التي أثارت تنديداً من قبل الأسرة الدولية، قامت القوات الأمريكية والكورية الجنوبية بإطلاق عدة صواريخ قصيرة المدى سقطت في بحر اليابان. وكان مجلس الأمن الدولي أصدر عدة قرارات مرفقة بعقوبات بحق بيونغ يانغ لحثها على العدول عن برامجها الصاروخية والنووية. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً، الأربعاء، للتباحث في الملف الكوري الشمالي، وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش علق، مساء الثلاثاء، بأن التجربة الصاروخية الكورية الشمالية "تصعيد خطير" و"انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي". وأثارت تجربة الشمال رد فعل قوياً من ترامب الذي طالب بكين الحليف الدولي الأبرز لبيونغ يانغ ب"وضع حد نهائي لهذه العبثية". * * * * * * * * * *