التاريخ يعيد نفسه حتى بعد 54 سنة، فقد تبخر حلم بعض الشباب الذين أموا قاعة أحمد باي أو زينيت قسنطينة قادمين من مختلف المدن الشرقية، لمتابعة حفلة الفنان كادير الجابوني، الذي كان من المفروض أن تستمر إلى الساعات الأولى من صباح الخامس من جويلية. كل شيء، بدأ كما ارتضاه المنظمون، جمهور دفع مبلغ 1000 دج، وتنظيم محكم وعائلات وصلت القاعة، وفنان بدا من خلال حديثه الجانبي للشروق ، بأنه في قمة السعادة، بعد أن غنى عشية عيد الفطر في قسنطينة وعاد في ذكرى الاستقلال، وبالرغم من أن الحضور لم يكن قويا وربما بسبب ثمن التذكرة، إلا أن المفاجأة حدثت عندما انقطع التيار الكهربائي، فقامت إدارة قاعة الزينيت باستعمال المولدات فعاد كادير للركح، ولكن التيار انقطع مرة أخرى فاختفى كادير، وانتظر الجمهور لحوالي نصف ساعة، قبل أن يتأكد بأنه لن يعود، فخرجوا بين غضب وحيرة، وأعربوا عن تأسفهم لانقطاع الأضواء في عيد الاستقلال والشباب، وإذا كان هذا حال آخر احتفال بعيد الاستقلال سنة 2017، فهو لم يختلف عن أول احتفال بذكرى الاستقلال في قسنطينة في 5 جويلية من سنة 1964، حيث حضر عبد الحليم حافظ رفقة الفنانة المعتزلة شادية إلى قسنطينة، وعندما باشر عبد الحليم حافظ أداء أغنية "الويل الويل يا دنيا" انقطع التيار الكهربائي بملعب بن عبد المالك، وعاد عبد الحليم إلى فندق سيرتا وألغيت الحفلة.