طبعا ليس هنالك خطأ في العنوان، فاسم المسرحية الشهيرة للفنان عادل إمام، هو "الواد سيّد الشغال"، لكنني تذكرتها بمجرد قراءة الخرجة الإعلامية الأخيرة للمفتي السابق في مصر علي جمعة، والذي تحول فعلا إلى "الواد سيّد الشغال"، بسبب آراءه الشاذة وفتاواه الغريبة، بل إنه بات ينافس فنانة الإغراء الأولى في مصر، نبيلة عبيد، ويتحداها، خصوصا في دور هذه الأخيرة بفيلم (الراقصة والسياسي)!! لا يتردّد مفتي مصر سابقا علي جمعة ولا يتعب من جمع الألقاب، فبعدما حصل باقتدار على لقب مفتي السلطة ومحلّل القتل، وكذا مشرّع الانقلاب، ولسان الاستبداد ها هو يحصل باقتدار أيضا على لقب جاهل التاريخ، والوصف ليس من عندي بل من مؤرخ كويتي متخصص!! علي جمعة (الذي لا يمارس الجمع سوى في اسمه !) قال إن دولة قطر ستختفي بعد عامين حيث نسبها إلى واحد من أبرز أئمة الخوارج ويدعى "قطري بن الفجاءة" وهو الذي حاربه "المهلب بن أبي صفرة"، ولأن (المهلب) هذا لا يستطيع أن يكون مصريا، بحكم التباعد التاريخي والجغرافي، فهو من وجهة نظر علي جمعة.. لا يمكن أن يكون سوى إماراتيا!! طبعا فان الرد على من يطلق على نفسه اسم "شيخ" جاء سريعا من متخصص في التاريخ ومن أبناء المنطقة، أي الخليج، حيث أكد المؤرخ الكويتي المتخصص في التاريخ الإسلامي عبد العزيز العويد أن (قطري بن الفجاءة) اسمه الحقيقي هو (جعونة بن مازن التميمي) وهو من عدان (الكويت حاليا) أما (المهلب بن أبي صفرة) الذي قاتل الخوارج فأصله يعود إلى عمان ولا علاقة للإمارات به!! بمعنى أن رواية علي جمعة بالكامل عبارة عن (بطيخة قرعة) مثلما يقول المصريون!! علي جمعة الذي أعيا حقا من يأتي بعده، حيث لم يترك له مجالا للمنافسة ولا لممارسة التزلف!! الغريب أن مصر تريد رأس الشيخ يوسف القرضاوي بسبب ما قيل إنها فتاويه التي تبيح القتل، في الوقت الذي يوجد فيه علي جمعة حرا طليقا وهو الذي دعا وفي خطاب رسمي مباشر أمام الجيش المصري لقتل مصريين آخرين، فقط للاشتباه في كونهم من جماعة الإخوان المسلمين، بل وعموم المعارضين!! وليس غريبا أن نكتشف بأن معلومات علي جمعة في التاريخ، لا تختلف عن معلومات الراقصة فيفي عبده! على الأقل، تبدو هذه الأخيرة أكثر شرفا من سيادة المفتي فهي "تهز وسطها" فقط لتحصل على أجر في حين يهز "علي جمعة" التاريخ والجغرافيا والدين معا من أجل بيع شرفه للحاكم!