في سابقة هي الأولى التي يتعرض لها دبلوماسي إماراتي، هاجم عدد من أعضاء الجالية العربية وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش "لفظياً" أثناء دخوله قاعة تشاتام هاوس في العاصمة البريطانية لندن لإلقاء كلمة حول الأزمة الخليجية التي سببها مقاطعة بلاده والسعودية والبحرين ومصر لقطر، وفرض حصار عليها منذ جوان الماضي، كما نقل موقع "هاف بوست عربي"، الاثنين. وبالرغم من تبادل الاتهامات على مستويات إعلامية وسياسية وشعبية في المنطقة منذ بداية الربيع العربي قبل سبع سنوات، وخاصة حول دور الإمارات والسعودية في دعم ما يصفه البعض ب"الثورات المضادة"، مقابل دور قطر الذي يراه هؤلاء "داعماً لثورات الربيع العربي"، إلا أن هذه الموجة قد تصاعدت بشكل أوضح خلال الشهر الأخير مع تداعيات الأزمة الخليجية، وفقاً ل"هاف بوست عربي". وحسب الفيديو الذي تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أن مجموعة من أعضاء الجالية قد حرصوا على التجمع في هذا المكان انتظاراً لقدوم قرقاش، وفور وصوله هتف أحد المحتجين بلهجة مصرية "يا خائن يا عميل الصهاينة"، وذلك بعد ترجل قرقاش من سيارته في طريقه إلى القاعة للإدلاء بالكلمة التي نُشر جزء من فحواها سلفاً. وفيما يقوم أحدهم بتصوير ما يجري، ردد قرقاش الذي استمر في طريقه مبتسماً حتى دخل القاعة: "صوّر.. صوّر يا حبيبي.. صوّر". تغريدة المشهد في حد ذاته ليس جديداً، وخاصة فيما يتعلق بمصر، فمنذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013، امتدت الاحتجاجات إلى المصريين في الخارج، فراح المعارضون منهم ينظمون أنشطة وفعاليات مناهضة لرموز النظام المصري من ساسة وإعلاميين خلال جولاتهم الخارجية، وصل بعضها لحد الاعتداء بالصفع على بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام، حتى صار هؤلاء يحرصون على اصطحاب حراسة شخصية أو تنظيم فعاليات مضادة من مؤيديهم خلال سفراتهم الخارجية. ولكن الجديد هذه المرة هو أن ينتقل الهجوم على الإمارات من الواقع الافتراضي إلى الواقع الحقيقي، ليطالب صاحب الهتاف ذو اللهجة المصرية ب"إنهاء الحصار على قطر"، متسائلاً في استنكار لقرقاش "لماذا تقتلون الناس في مصر؟!"، ما يعكس بوضوح حالة الاستقطاب الذي تشهده المنطقة ككل وليس الخليج فقط في ظل الأزمة الراهنة.
كلمة قرقاش وفي كلمته المعدة سلفاً يحذر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الاثنين، قطر قائلاً: "لا يمكنكم أن تكونوا جزءاً من منظمة دولية مكرسة لتعزيز الأمن المشترك وتوثيق المصالح المشتركة، وفي الوقت نفسه تُقوضون ذلك الأمن وتُضرون بتلك المصالح. لا يمكنكم أن تكونوا صديقاً لنا وللقاعدة في آن"، في تلميح لمجلس التعاون الخليجي. ويأتي اختيار قرقاش للندن للإدلاء بكلمته في وقت شكل الموقف الأوروبي العام من الحملة ضد قطر، وعدم انسياق بروكسل كعاصمة للإتحاد، ولا العواصم الرئيسية لدوله، تحديداً باريس وبرلين، خلف الحملة، عاملاً في تخييب آمال محور الرياض-أبو ظبي، حسب ما خلص تقرير لصحيفة العربي الجديد.