التغطية الإعلامية والتعليقات التي حظي بها نشاط وزير الخارجية عبد القادر مساهل لدى استقباله "الأيقونة" الشاب خالد، مثلما وصفه، أكبر من التغطية الإعلامية لنشاط الوزير في زياراته المتكررة إلى ليبيا؟! قد تكون المسألة لها علاقة بالشاب خالد ذاته، لذلك أتمنى على الوزير مساهل أن يصطحب معه "مبدع" أغنية "دي يدي" في زيارته المقبلة إلى ليبيا، وينظر في مسألة إشراكه بالمساعي الدولية والإقليمية للبحث عن حلّ هناك، وقد يكون خالد أفضل من جميع المبعوثين الذين صرفت عليهم الأممالمتحدة الملايير في سبيل العثور على حل ولم ينجحوا حتى الآن؟! قد يغني خالد لليبيين أغنيته الشهيرة (C'est la vie) ويذكرهم بالبيت الشعري الخالد الذي يقول فيه:"لازم الحرج يبرا بالدوا" ! وقد يقتنع الليبيون بهذه النتيجة العلمية العظيمة فعلا فيهتدون إلى الحوار بدلا من الصراع والاقتتال؟! وزارة الخارجية عندنا لا تحسن الاتصال، رغم كل المحاولات التي يقوم بها الناطق الرسمي بالوزارة، لكن كم من مرة شاهدتم الوزير عبد القادر مساهل يدلي بحوارات تلفزيونية أو صحفية عموما، للتعبير عن موقف الجزائر من القضايا الشائكة والمتغيرة التي نعيشها حاليا؟ حتى بعد زيارته الأخيرة إلى ليبيا، رافقه التلفزيون الجزائري حصريا، وظهر مرتين عبر نفس التلفزيون، الأولى في برنامج "حوار الساعة"، والثانية في برنامج على كنال ألجيري تحدث فيه عن العلاقات القوية بين ليبيا والجزائر وسعادته بالتعرف على تراث وتاريخ هذا البلد العظيم لكن لم يجب على الأسئلة الخطيرة، تحديدا ما تعلق بالوضع الأمني الذي تعيشه ليبيا الشقيقة وينعكس بالضرورة على أمننا الداخلي؟ مساهل غير مهتم كثيرا بشرح مواقف الجزائر في ليبيا ولا بالحديث عن غلق الحدود مع موريتانيا ولا تجديد مواقف البلاد بشأن استمرار الأزمة مع المغرب مكتفيا بتصريح واحد عن اللاجئين الأفارقة في الوقت الذي نشاهد فيه وزراء دول أخرى يقومون بحوارات دورية عبر القنوات المحلية والعالمية من أجل تقديم صورة أفضل لبلدانهم؟! الوزير مساهل لا تنقصه الخبرة ولا تفوته مسألة أهمية الإعلام لكن الأمر بحاجة إلى تحريك، والى دفع للأمام حتى لا نأخذ مواقف دولتنا من قنوات تلفزيونية أخرى ومن منابر ومسؤولين غير مسؤولين أصلا!