أبرز وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبدالقادر مساهل، الخميس بالزنتان، أنه يحمل خلال الجولة التي يقوم بها في ليبيا «رسالة أمل»، نابعة من تجربة الجزائر المريرة ضد الإرهاب «التي لا نريد أن تتكرر في ليبيا». وقال مساهل في كلمته أمام أعيان منطقة الزنتان ومسؤولين محليين إنه يزور حاليًا عدة مدن ومناطق في ليبيا، «حاملاً رسالة من الشعب الجزائري ومن أخوكم المجاهد رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة إلى كل الليبيين، هي رسالة أمل نابعة من تجربة الجزائر المريرة ضد الإرهاب». مبرزًا أن «الجزائر لا تريد أن تتكرر محنة الإرهاب التي عاشتها في أي مكان آخر، وبالخصوص في ليبيا الجارة والشقيقة». قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول محاولة توريط الجزائر في الخطة نفت الجزائر أن تكون قد وجهت أي رسالة إلى الإدارة الأمريكية لطلب توضيحات بشأن أنباء عن وجود قرار للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن مصدر دبلوماسي قوله إن "المعلومات المزعومة التي تداولتها الصحافة حول طلب الجزائر لتوضيحات بخصوص مشروع تقسيم ليبيا لا أساس لها من الصحة". وكان الدبلوماسي الجزائري يعلق على تقارير صحافية زعمت أن الجزائر وجهت طلبًا رسميًّا إلى الخارجية الأمريكية لطلب توضيحات بشأن تقسيم ليبيا إلى ثلاث دول. وأوضح المصدر أنه "لم يصدر عن الجزائر أي طلب على الإطلاق للحصول على توضيحات، كما تناقلت ذلك الصحافة التي تقوم بعض عناوينها بتأويلات مغرضة بلغت حد زعم توجيه طلب جزائري لكتابة الدولة الأمريكية عبر قنوات دبلوماسية". وأضاف: "لم يحدث على الإطلاق أن طلب الطرف الجزائري مثل هذه المعلومات، كما أن الطرف الأمريكي لم يذكر مثل هذا المشروع المتعلق بتقسيم ليبيا". وتابع: "من الأهمية بمكان، التذكير في هذا الصدد بثبات الموقف الجزائري إزاء الأزمة الليبية، والداعي إلى حل سياسي توافقي قائم على الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بعيدًا عن أي تدخل خارجي، والذي يبقى البديل الوحيد للحفاظ على وحدة ليبيا وسلامتها الترابية وسيادتها الوطنية وتلاحم شعبها"، لافتًا إلى أن "الجزائر التي تتعامل على قدم المساواة مع كافة الأطراف الليبية تحظى بثقة كل هذه الأطراف". صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أول من كشف خطة التقسيم خطة الكبار واللعب بالدول والشعوب كانت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية قالت، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن مسؤولاً كبيراً في السياسة الخارجية في البيت الأبيض أطلق خطة لتقسيم ليبيا، إلى ثلاث مناطق في اجتماع مع دبلوماسي أوروبي رفيع. وبحسب التقرير المنشور في الصحيفة، فقد أوضح مسؤول في الإدارة، أن نائب مساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيباستيان غوركا، وتحت ضغط علاقاته السابقة مع جماعات يمينية متطرفة، اقترح فكرة التقسيم في الأسابيع التي سبقت تنصيب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فيما رد الدبلوماسي الأوروبي إن هذا سيكون أسوأ حل يطرح في ليبيا. ويأتي الكشف عن هذا المقترح، في الوقت الذي ينافس فيه سيباستيان غوركا، حسب الصحيفة، على منصب المبعوث الخاص بالرئيس الأمريكي إلى ليبيا، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية لا تبدو معنية كثيراً بما يحدث في ليبيا في الفترة الأخيرة، ولم تقرر بعد ما إذا كانت ستعيّن مبعوثاً لترامب إلى هناك. مساهل لليبيين "أنتم أهلنا والجزائر تنصحكم بما جربته قبلكم" وأضاف مخاطبًا جموع الحاضرين لاستقباله اليوم: «أهلي في منطقة الزنتان، أود أن أشكركم على حفاوة الاستقبال ونحن فخورون بوجودنا بين أشقائنا في الزنتان من أعيان ومسؤولين ومجاهدين، من أبناء هذا الوطن الغالي الذي سالت دماؤهم وامتزجت بدماء الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي». وبعد أن أكد أنه لا حل لأي أزمة مهما كانت دون حوار ما بين الليبيين أنفسهم، عبر مساهل عن ثقته في أن يتمكن الليبيون من طي صفحة العنف. مؤكدًا أن «هناك نساءً ورجالاً في ليبيا قادرون على إعادة بناء هذا الوطن من خلال الحوار، والحلول السياسية والمصالحة الوطنية بين كل أطياف الشعب الليبي دون إقصاء أو تهميش». وقال مساهل إنه أمام الشعب الليبي ورشات عديدة أولها ورشة الحوار والمصالحة الوطنية. مؤكدًا أن الحوار لابد أن يكون ليبيًا - ليبيًا داخل ليبيا وليس خارجها. مشددًا على أن الليبيين وحدهم من بإمكانهم صناعة مستقبل البلد. وقالت الخارجية الجزائرية، إن عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والعربية قام ابتداء من يوم امس، بجولة على مرحلتين في مدن ليبية، في إطار وساطة للتقريب بين مختلف فرقاء الأزمة للتوصل إلى حل سياسي. وجاء في بيان للوزارة نشر على موقعها الرسمي، أن «مساهل قام ابتداء من الأربعاء بجولة تقوده إلى عدة مدن ومناطق ليبية».وأضاف البيان، أن «هذه الجولة ستكون متبوعة بجولة أخرى إلى مدن ومناطق أخرى من هذا الوطن الشقيق والجار»، دون تقديم تفاصيل حول مدة هذه الزيارة والمناطق التي ستشملها. أهداف الجولة إفشال مخططات التقسيم والإسراع بالحل من الداخل الليبي مساهل في مهمة خاصة عن أهداف الجولة، أوضحت الخارجية، أنها تأتي «في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الجزائر قصد التقريب بين مواقف الأشقاء الليبيين من أجل التوصل إلى حل سياسي ومستدام للأزمة من خلال الحوار الليبي الشامل والمصالحة الوطنية من شأنه الحفاظ على السلامة الترابية لليبيا وسيادتها ووحدتها وانسجام شعبها». وسبق لمساهل الذي يدير ملف الوساطة بين الفرقاء الليبيين، أن زار طرابلس وتجول في بعض شوارعها، في افريل 2016. وبحث رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح مع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي، الجزائري عبد القادر مساهل، مستجدات الوضع السياسي في البلاد بمقره في طبرق شرق البلاد. ويعتبر اللقاء مع المسؤول الجزائري هو الثاني من نوعه، إذ سبق أن استضافت الجزائر صالح وحفتر، خلال الأشهر الماضية، في إطار تواصلها مع كافة الأطراف الليبية. وكان مساهل وصل إلى مطار الأبرق شرق البلاد للقاء مسؤولي السلطات الليبية في شرق البلاد من أجل بحث الأوضاع السياسية في إطار جهود الجزائر للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا. وبحسب المكتب الإعلامي لمجلس النواب، فإن المباحثات بين صالح ومساهل تركزت على الحديث عن العراقيل التي تواجهها التسوية السياسية الموقعة بين الأطراف في ليبيا. من جانبه، أكد مساهل جدوى الحل السياسي في ليبيا ودور مجلس النواب على حث الأطراف من أجل تغليب منطق الحوار على السلاح، مؤكداً أنه «الطريق الوحيد الذي يحفظ للدولة الليبية وحدتها وتماسكها ويقضي على الإرهاب». وبحسب مصدر مقرب من قيادة الجيش، فإن مساهل سيزور خلال الساعات القادمة حفتر في مقر القيادة بمدينة المرج لبحث سبل وحلول سياسية للأزمة. جاءت لترد الملف الليبي للواجهة مجدداً بعد أسابيع من الركود إطار الزيارة الدور الجزائري في ليبيا ومن غير المعروف حتى الآن هل تأتي زيارة مساهل ضمن مساعي المبادرة الثلاثية التي تجمعها بمصر وتونس، لكن مراقبين للشأن الليبي يرون أن الجزائر تفضل السير في طريق منفصل، لا سيما أنها لم تناصر أياً من الأطراف المتصارعة. ووفق مصادر فإن مساهل سيقوم بزيارة عدد من المدن الليبية خلال زيارته الحالية للقاء الفاعلين على الأرض، ما يشير إلى أن الجزائر تعتمد أسلوب التواصل المباشر مع قادة المجموعات المسلحة أو التيارات السياسية البعيدة عن سلطات البلاد الرسمية، سواء في طبرق وطرابلس، وهو أسلوب لم يسبق لأي طرف وسيط أن سعى من خلاله لتقريب وجهات النظر بين الأطراف. غير أن اللافت في زيارة مساهل هو لقاؤه المنتظر بحفتر، وما سينتج عنه، لا سيما في مسألة الحسم العسكري التي يبدو أن الجيش الليبي يعتمده حلاً للمشكل الليبي بينما ترفضه الجزائر بقوة. وكذلك تأتي أهمية الزيارة الحالية من كونها جاءت لترد الملف الليبي للواجهة مجدداً بعد أسابيع من الركود وتراجع الحديث عن نية المجتمع الدولي ودول الجوار الثلاث في المضي في جهودها من أجل الوصول إلى حل للأزمة في ليبيا، لا سيما بعد حديث متزايد عن إمكانية فشل الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية، وتصاعد لغة السلاح بديلاً عن لغة الحوار، لا سيما بعد أحداث الجنوب الليبي. ومنذ عامين، تستقبل الجزائر بوتيرة شبه متواصلة، وفودًا رسمية وسياسية وعسكرية ليبية من مختلف التوجهات، في إطار وساطات لحل الأزمة بالتنسيق مع الأممالمتحدة ومبعوثيها إلى ليبيا. وزار الجزائر خلال الأسابيع الأخيرة عدة مسؤولين وشخصيات ليبية، في مقدمتهم رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وخليفة حفتر قائد القوات التابعة ل"برلمان طبرق".