استشهد ثلاثة فلسطينيين، الجمعة، وأصيب 450 آخرون بجروح خلال مواجهات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين بعد صلاة الجمعة، مع ازدياد حدة التوتر إثر تدابير أمنية فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط المسجد الأقصى المبارك، في وقت قتَلَ فلسطيني ثلاثة إسرائيليين في عملية طعن، مساء الجمعة، في مستوطنة في الضفة، وفق ما أعلن جيش الاحتلال. وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال، إن المهاجم الفلسطيني البالغ 19 عاماً دخل إلى منزل في مستوطنة نيفي تسوف شمال غرب رام الله وقتلَ ثلاثة إسرائيليين وأصاب شخصاً رابعاً بجروح، قبل أن يُصاب هو برصاص أحد الجيران الذي سمع صراخ من كانوا داخل المنزل. وأوضحت المتحدثة لوكالة فرانس برس، أن الفلسطيني "هاجم وذبح عائلة خلال عشاء السبت، فقتل الجد واثنين من أولاده، وأصاب الجدة" بجروح، من دون أن تعطي مزيداً من التفاصيل حول هوية سكان المنزل. وتُظهر صورة لمكان الهجوم نشرها الجيش أرضية مطبخ مغطاة بكاملها بالدماء. وقال جيش الاحتلال، إن المهاجم نشر قبيل تسلله إلى داخل المستوطنة وصية على موقع فيسبوك قال فيها خصوصاً: "أنا كل ما أملك سكين مسنون ها هو يُلبي نداء أقصانا" في إشارة إلى المسجد الأقصى، ووقعها باسم "الشهيد بإذن الله عمر العبد أبو زين". وأتى هذا الهجوم بعدما شهد يوم الجمعة مواجهات دموية بين قوات الاحتلال ومتظاهرين فلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين. فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شابين في القدس، الأول يدعى محمد محمود شرف (17 عاماً) إثر إصابته بالرأس في مواجهات اندلعت في حي رأس العمود، والثاني يدعى محمد أبو غنام استشهد في حي الطور في المدينة. وتم تشييع جثمان الشابين ودفنهما في القدس، حسب فرانس برس. وبعد ذلك، أعلنت الوزارة استشهاد شاب ثالث إثر مواجهات اندلعت في بلدة أبو ديس القريبة من القدس في الضفة الغربيةالمحتلة. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، إصابة 450 شخصاً خلال الصدامات، بينهم 110 في القدس الشرقية. وأضاف أن بين هؤلاء 170 شخصاً أصيبوا بالرصاص الحي أو المطاطي. وفي قطاع غزة، قال مصدر طبي، إن مواجهات دارت قرب حاجز أمني أدت إلى إصابة 40 فلسطينياً بجروح، بينهم 7 بالرصاص الحي. وأدى آلاف من الفلسطينيين صلاة الجمعة في شوارع القدس الشرقية المحتلة بعد أن منعت شرطة الاحتلال الرجال دون سن الخمسين من دخول البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة لأداء الصلاة. كذلك، دارت مواجهات في مدينتي الخليل وبيت لحم الفلسطينية، وعند حاجز قلنديا العسكري بين مدينتي القدسورام الله، حسب ما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني ومراسلين لفرانس برس. واعتقلت شرطة الاحتلال 29 فلسطينياً في القدس الشرقية والضفة الغربية جراء الصدامات. وأوردت وكالة "وفا" الرسمية للأنباء، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قطع زيارته للصين وعاد إلى الأراضي الفلسطينية، تلقى اتصالاً من جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره. وحسب "وفا"، فإن عباس "طالب الإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب بالتدخل العاجل لإلزام إسرائيل بالتراجع عن خطواتها في المسجد الأقصى المبارك، وبما فيها إزالة البوابات". من جهتها، دانت الجامعة العربية استخدام الاحتلال "للقوة المفرطة والرصاص الحي" ضد الفلسطينيين في صدامات الجمعة، فيما دعت مصر تل أبيب إلى "تغليب صوت العقل". وكان الفلسطينيون دعوا إلى "جمعة غضب" مع رفضهم منذ الأحد الماضي أداء الصلاة داخل المسجد احتجاجاً على الإجراءات الإسرائيلية التي فرضت الجمعة الماضي بعد هجوم قُتل خلاله شرطيان إسرائيليان واستشهاد ثلاثة منفذين أتوا من شمال فلسطينالمحتلة. وأغلقت قوات الاحتلال أجزاء من القدس الشرقية، السبت الماضي، وبقي المسجد الأقصى مغلقاً حتى ظهر الأحد عندما فتح بابان من أبوابه أمام المصلين بعد تركيب أجهزة لكشف المعادن فيهما. لكن مسؤولين من الأوقاف الإسلامية رفضوا الدخول إلى المسجد وأدوا الصلاة خارجه.