محمد جوامع، 12 سنة، يدرس بالسنة الخامسة ابتدائي، يصارع حاليا الموت بقسم الإنعاش بمستشفى ابن باديس بقسنطينة بسبب الكشير. وحسب والده أحمد، 55 سنة، أب لستة أطفال، فإن مأساة العائلة التي تقطن بحي صالح بوزة بقرية عين أغبال ببلدية الشرايع دائرة القل بولاية سكيكدة، بدأت مساء يوم الثلاثاء الماضي حينما اشترى الطفل قطعة كشير من محل مواد غذائية. وحسب والده دائما، فإن الطفل محمد لاحظ أن رائحة غريبة تنبعث من الكشير، ليعود إلى البائع ويخبره بالأمر. هذا الأخير، أكد له أن الكشير سليم وتاريخ صلاحيته لم ينته بعد. الطفل، أكل القطعة، وبعدها بدأت أعراض مرض غريب تظهر عليه، ورم في العين وقيء وآلام حادة، ليتم نقله إلى مستشفى عبد العزيز نطور بالقل، حيث مكث يومين، لكن الطبيبة المعالجة لم تتمكن من تشخيص المرض وأكدت أن الطفل أصيب بتسمم. والأفضل نقله إلى المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة. الطفل، خضع لتحاليل طبية مكثفة، أكدت أن التسمم وراء ما حدث لمحمد، الذي فقد النطق ودخل منذ يوم الأربعاء الماضي في غيبوبة تامة، حيث أصبح يتنفس بصعوبة بالغة جعلت الأطباء يدخلونه غرفة الإنعاش، ووضع تحت جهاز تنفس اصطناعي وحالته حسب الأب الذي لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء عند حديثه إلى "الشرق اليومي"، خطيرة جدا، ووجه نداء إلى أئمة المساجد لأن يدعوا بالشفاء لابنه، الذي كان يحلم بأن يكون جنديا في الجيش الوطني الشعبي. يذكر أن أهل القرية اشتكوا من انقطاع التيار الكهربائي الذي يصيب المواد الغذائية بالتلف من دون دراية أصحاب المحلات التجارية.