يترقب سكان الكرة الأرضية، الإثنين، ظاهرة فلكية نادرة تسمى "القمر الدموي"، إذ سيظهر القمر بشكل كامل، وسيكتسي لونا مائلا للأحمر على مدى بضعة أيام. ويعرف هذا القمر، الذي سيكون في ذروته عند الساعة (02:12) مساء فوق أجزاء من الولاياتالمتحدة، باسم "القمر الحفش"، نسبة إلى سمكة الحفش، التي يكون صيدها سهلا في هذا التوقيت من السنة. كما سيكون "القمر الدموي" مرئيا بوضوح في المنطقة العربية نظرا لصفاء الأجواء في هذه الأيام الصيفية. وقد أطلقت قبائل الصيد في الولاياتالمتحدة على بدر شهر أوت هذا الاسم؛ لتوافر هذا النوع من الأسماك "سمك الحفش" بكميات كبيرة خلال هذا الشهر. وكان يطلق عليه عند السكان الأصليين للولايات المتحدة –الذين كانوا يعرفون الفصل تبعا للتقويم القمري- أسماء أخرى مثل، "قمر الذرة الخضراء" و"قمر الحبوب"، و"القمر الأحمر"، بسبب ميل لونه إلى الأحمر. وقد دأبت العادة على إطلاق أسماء عدة على القمر، من بينها القمر الذئب في جانفي، قمر الثلج في فيفري، قمر الدودة في مارس، القمر الوردي في أفريل، قمر الزهرة في ماي وقمر الفراولة في جوان. وكما هو معروفٌ فإنّ سطح القمر مظلم لا يضيء بذاته، بل إنّه عاكس لأشعة الشمس الساقطة عليه، فعند وصول الأشعة إلى سطح القمر يعكسها فتنكسر في الغلاف الجوي للأرض، وتخضع الألوان التي يحملها الضوء لعمليّة فلترة في الغلاف السميك قبل وصوله للأرض باستثناء اللون الأحمر، الذي ينعكس محولاً القمر إلى اللون الأحمر القاني، أو البني الداكن، وأُطلق على هذه الظاهرة ظاهرة القمر الدموي، وقد تكرّرت هذه الظاهرة خمس مراتٍ فقط في القرن المنصرم، كانت الأولى في عام 1910، وآخرها سُجّلت في العام 1982. ويخشى الباحثون والعلماء من ظهور القمر بلونٍ أقل دمويّة في إطلالته، وأن يكون بلونٍ فاتح، وهذا يدل على المستوى العالي للتلوّث والذي يؤدي إلى امتصاص اللون الأحمر كباقي الألوان في عمليّة فلترة الضوء. وعلى العكس من ظاهرة الكسوف فيمكن إطالة النظر إلى القمر وقت حدوث ظاهرة الخسوف دون استخدام نظّاراتٍ خاصة كما هو الحال في حال كسوف الشمس، لأن الخسوف لا يحمل الأشعة الضارة كالأشعة التي تصل إلى الأرض وقت كسوف الشمس.