بكثير من الحب والوفاء لأرض الأجداد، أخذ أعضاء نادي "مغامرات سرايدي" على عاتقهم مهمة التعريف بالكنوز الطبيعية لمدينتهم الساحرة، النائمة بين حضن جبال الإيدوغ وزرقة مياه البحر الأبيض المتوسط، وسط طبيعة عذراء لا يكدّر صفوها إلا مصطافون يتمتّعون بهدوء المكان وروعته، لكنهم يغادرونه تاركين خلفهم أكواما من الفضلات والمواد البلاستيكية. تأسّس نادي أدفانتير على أيدي مجموعة من الشباب الجامعيين من أبناء بلديتي سرايدي وعنابة، بهدف التشجيع على ممارسة الرياضة والترويج للمنطقة سياحيا أيضا من خلال تعريف محبي الطبيعة على ما تزخر به المنطقة من مناظر وفرص للاستكشاف والسياحة الجبلية، مستعينين في ذلك بالتكنولوجيات الحديثة للتصوير والاتصال، حيث غزت صور وفيديوهات النادي مواقع التواصل الاجتماعي واجتازت الحدود لتبهر العالم بطبيعة خلاّبة عذراء، إضافة إلى نشاطات أخرى يقوم بها النادي، أهمها رياضة القفز بالمظلات والطيران الشراعي والغوص والرياضات الشاطئية، إذ يتخذ النادي من شاطئ وادي بقرات، أو جنان الباي كما يعرف أيضا، مقرا له في هذا الصيف، حيث يحرص أعضاؤه على تنشيط مباريات في كرة السلة على الرمال والكرة الطائرة، وتنظيم جولات في البحر بالقوارب الصغيرة عن طريق التجذيف لاستكشاف الممرات المائية الموجودة بين الصخور والكهوف غرب الشاطئ الرملي الطويل الذي يمتد على مسافة 1200 متر. ويضم النادي الذي تأسس منذ أزيد من سنة 700 منخرط، و30 عضوا يشكلون مكتبه الرئيسي، فيما يسعى إلى تجسيد مخطط عمله بالتنسيق مع بعض الجمعيات المحلية الناشطة في مجال حماية البيئة والرياضة، وكذا الهلال الأحمر الجزائري، حيث أخذ النادي على عاتقه مهمة التحسيس بضرورة الحفاظ على البيئة في منطقة سرايدي وسط المصطافين الذين يتردّدون عليها بالآلاف أسبوعيا، كما نظم النادي حملة لجمع النفايات في الفاتح جويلية الماضي وهو يستعد حاليا لتنظيم حملة أخرى. ويقول رئيس النادي الجامعي، شرفة نذير بخصوص نظافة شاطئ جنان الباي ومحيطه، إنّ النادي يستخدم إمكانياته في ذلك، وراسل بلدية سرايدي مرارا إلا أنّ تجاوبها كان ضعيفا، مؤكدا على ضرورة توعية الناس بأهمية الحفاظ على البيئة وترك مكانهم نظيفا بعد المغادرة وهي المهمة التي وصفها المتحدث بالصعبة. ورغم ذلك فإنّ نادي "أدفانتير" أو مغامرات سرايدي، قد نجح في فتح نافذة جميلة على طبيعة خلابة في أعالي جبال الإيدوغ وفي شواطئ بلدية سرايدي التي تتمتّع بطبيعة نقية وساحرة، كما يفتح نافذة أمل بشأن وعي الشباب بأهمية الحفاظ على البيئة والافتخار بما نملك.