مازالت حادثة دهس جنود فرنسيين الأربعاء الماضي، في ضاحية لوفالوا بيري شمال غربي العاصمة باريس، من طرف المدعو حمو بن لطرش 37 عاما، بواسطة سيارة، حديث الساعة بالنسبة لسكان مدينة عين تادلس الواقعة على بعد 27 كلم جنوب ولاية مستغانم؛ وهي البلدة التي ينحدر منها حمو. حيث غادرها منذ حوالي 10 سنوات -حسب شهادات مقربين من عائلة المتهم- التي تعود أصولها إلى منطقة "مجاهر"، وهي من أعيان المنطقة، ميسورة الحال، يدير معظم أفراد العائلة تجارة ومستثمرات فلاحية. وعلمت "الشروق" من مصادر مقربة، أن عائلة بن لطرش حمو، خاصة والده المتقاعد في صفوف الأمن الوطني، جد متأثرة من المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام الفرنسية على خلفية تورط ابنها في حادثة اعتداء على جنود فرنسيين، يتم التركيز حاليا في أوساط سياسية وإعلامية على أن الحادثة عمل إرهابي، في الوقت الذي نفى فيه مقربون من العائلة أية صلة للمدعو حمو بن لطرش بالفكر السلفي المتشدد أو الانتماء لأي تيار تكفيري أو جهادي، حيث كان يزور عائلته في الجزائر بانتظام وكانت آخر زيارة له منذ سنتين. وكشف أستاذ المتهم، في القسم النهائي بثانوية بن لطرش العيد ببلدية عين تادلس، أن حمو كان يتمتع بأخلاق طيبة ومستوى دراسي مقبول، قبل أن يقرر الهجرة إلى فرنسا سنة 2006 بالرغم من الظروف الاجتماعية المريحة والمستقرة، إذ يدير إخوته تجارة، ومستثمرات فلاحية. وكشفت الصحافة الفرنسية أنه بعد ساعات من ارتكاب الاعتداء تم توقيف المشتبه فيه على مستوى الطريق السريع A16 باتجاه كاليه، وبالضبط بين بلدتي ماركيز ولولونجان بيرن. وحسب صحيفة "لوباريزيان"، فإن الشرطة حاولت توقيف سيارة المشتبه فيه وهي من نوع "BMW"، غير أنه لم يخضع لإجراءات التوقف، حيث اصطدم بسيارة الشرطة ولاذ بالفرار، مما أجبر الشرطة على تعزيز تواجدها وملاحقته. ولخوف الشرطة من امتلاك المشتبه فيه سلاحا ناريا، قام أعوانها بإطلاق رصاصات، أصابت خمس منها المعني، في حين أصيب شرطي على مستوى الفخذ برصاصة من أحد الشرطة بالخطأ نقل على إثرها إلى المستشفى، حيث يتواجد في حالة صحية جد حرجة حسب تقارير إعلامية فرنسية.