أصبح الهوس والتعلق بالألعاب أمرا مألوفا لدى المراهقين والشباب، ففي كل مرة يطلعون بلعبة جديدة تحدث جدلا وضجة كبيرين، خصوصا وأن غالبية هذه الألعاب يتم تحميلها مباشرة عبر تطبيقات في الهواتف النقالة، غير أن تطورها جعلها تحمل الكثير من الأخطار وتبث الرعب في نفوس مستخدميها. بعد لعبة "بوكيمون جو" و "الحوت الأزرق" وغيرها من الألعاب التي أثارت جدلا كبيرا في العالم، جاء الدور هذه المرة على البلدان العربية من خلال لعبة اسمها "مريم"، مطورها سعودي، نشرت خلال أيام قليلة حالة من الذعر غير مسبوق في نفوس مستخدميها ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما جعل العديد من الصفحات الجزائرية على "الفايسبوك" تخوض حملة توعية بمخاطر هذه اللعبة وتحذير المراهقين من تجريبها، كونها سهلة التحميل "أبل ستور"، لكنها تلحق بهم أذى نفسيا كبيرا. وتتلخص فكرة هذه اللعبة في طفلة صغيرة اسمها "مريم"، ضائعة ملامحها، تشبه الدمية، لها شعر طويل، تتوه عن منزلها وتطلب من المستخدم مساعدتها وفي طريق ذهابها لبيتها، تبدأ في طرح بعض الأسئلة على مستخدم اللعب، بعضها يتعلق بأموره الشخصية ومعلوماته وبعض آرائه، وكل سؤال لديه احتمالات، وكل جواب مرتبط بسؤال آخر. وتنطلق اللعبة بسؤالها "هل تريد أن نصبح أصدقاء وهناك جوابين نعم أو لا"، وتواصل التحدث وطرح الكثير الأسئلة، ثم تخبر المستخدم بأنها تعبت وعليه الانتظار 24 ساعة لمواصلة اللعبة بعبارة "أنا متعبة الآن سوف أراك غدا إذا". وكان مستخدمو اللعب قد تحدثوا على مواقع التواصل الاجتماعي عن أمور غريبة وقعت لهم بعد ممارستها وكأن هاتفهم أصيب بمس من الجن، فقد أصبح يشتغل بمفرده. ووقعت لهم الكثير من الحوادث المخيفة فهي شبيهة بلعبة "الأرواح" التي كانت تلعب قديما، فيما يراها البعض شبيهة بلعبة "الحوت الأزرق" والتي دفعت بالعديد من الشباب في روسيا للانتحار. ولا يمكننا اعتبار المراهقين والشباب الجزائريين في منآى عن هذه الألعاب، فسرعان ما انتشر اسم هذه اللعبة على العديد من الصفحات ليدفع الفضول بالراغبين في تجربة كل شيء والإطلاع عليه لتجريبها، لتنتشر منشورات محذرة من هذا التطبيق وكشف بعض الذين جربوا اللعبة بأنها تسأل المستخدم إن كان بمفرده في المنزل، ثم تعرض عليه صداقته قبل بدء الحوادث والوقائع الغريبة ووصفها أحد الفايسبوكيين بعبارة "تسكن في تليفونك"، ثم فصل فيما يحصل بقوله: "يجوك اتصالات في الفجر من أرقام تعرفهم وكي تريبوندي مكانش اللي يرد، الفلاش تاع الكاميرا يخدم في أي لحظة وحدو، إذا كنت تتفرج في اليوتيوب الصوت يتبدل وحدو، كي تدخل répertoire متلقاش الأرقام، الموسيقى تشعل وحدها في أي لحظة، يعني يولي تليفونك مسكون وكي تنحيها تديرلكم بروبلام في التليفون". وأمام هذه التخوفات، طالب الفايسبوكيون بضرورة اتخاذ كافة التدابير وتوعية الشباب من خطورة هذه الألعاب، وهذه التطبيقات التي تصيبهم بأمراض نفسية خطيرة خصوصا وأن غالبيتهت يعتمد على المؤثرات الصوتية والضوئية.