حمّل الناطق باسم اتحاد الفلاحين الجزائريين الأحرار قايد صالح أمس مسؤولية رداءة منتوج الحبوب في عدد من الولايات للديوان المهني للحبوب، بسبب إقدامه على بيع بذور ممزوجة للفلاحين، مما أثر على نوعية محصول هذا الموسم على مستوى بعض المناطق من بينها ولاية الأغواط. وكشف قايد صالح عن توّجه عددا من الخبراء لولاية الأغواط بغرض إجراء التحاليل على محصول الحبوب هناك، وقد تبين بالفعل بأن نوعية المنتوج قد تراجعت مقارنة بالموسم الماضي، والتي أرجعها فلاحو المنطقة للديوان المهني للحبوب، بسبب إقدامه على بيع بذور ممزوجة، وهي خاصة بالقمح اللين والصلب وكذا الشعير، مؤكدا بأن الشعير عادة ما يؤثر على نوعية القمح بصنفيه في حال زرعهما في مساحة واحدة . وتخوف المصدر ذاته في اتصال معه أمس أن تطال المشكلة مناطق أخرى معروفة بغزارة إنتاجها من الحبوب، مما قد يؤدي بالديوان المهني للحبوب إلى رفض اقتناء المنتوج من عند الفلاحين بحجة رداءته، أو يلجأ لشرائه بأسعار منخفضة، مصرا على ضرورة أن تتخذ هذه الهيئة الإجراءات اللازمة لتفادي تحمل الفلاحين آثار تراجع نوعية المنتوج . في حين أصر الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي على التأكيد بأن محصول الحبوب لهذا الموسم أقل من الموسم الفارط، مرجعا ذلك إلى نقص تساقط الأمطار في الصحراء والهضاب المعروفة بإنتاجها للقمح والشعير مقارنة بالسنة الماضية. ورفض عليوي جملة وتفصيلا تصريحات وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى الذي توقع منتوجا أفضل قد يصل إلى 70 مليون قنطار، قائلا: "لا يمكن لأحد أن يقدر حجم المحصول قبل انتهاء موسم الحصاد"، الذي سيستمر في تقديره إلى غاية نهاية شهر جويلية القادم، بسبب قلة آلات الحصاد . واستبعد المتحدث أن يواجه ديوان الحبوب مشكلة في تخزين محصول هذا الموسم، بسبب اتخاذ جملة الاحتياطات من بينها توجيه الكميات الفائضة من الحبوب إلى المناطق الصحراوية، قصد استعمال جزء منها كعلف للماشية. في حين يؤكد قايد صالح بأن الجهات المعنية قامت بترميم عدد من مطامر الحبوب في سطيف وتيارت وولايات أخرى، بعد غزارة منتوج الموسم الماضي مما أدى إلى تصدير كميات معتبرة منه، كما تم توسيع مخازن أخرى، إلى جانب الشروع في بناء صوامع تتسع لكميات هائلة من الحبوب.