عبر الاتحاد الطلابي الحر عن قلقه إزاء الشروط التي حددتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتمكين الطلبة الجدد من تغيير التوجيه يومي 5 و6 سبتمبر، في وقت حرمت عملية التوجيه الالكتروني آلاف الطلبة من الحصول على التخصصات التي يرغبون فيها، أي ما يقارب 40 بالمائة من نسبة الناجحين الجدد. وكشف الأمين العام للاتحاد الطلابي الحر سمير عنصل في تصريح للشروق، على أن مرحلة التسجيلات الجامعية بالنسبة للطلبة الجدد والتي اختتمت بالإعلان عن نتائج التوجيه في مرحلتها الثانية يوم 16 أوت الجاري، عرفت عدة مشاكل وتعقيدات، وبالرغم من عصرنة العملية التي تتم للسنة الثانية على التوالي إلكترونيا، إلا أن الكثير من الطلبة اصطدموا بمنحهم تخصصات لا يرغبون فيها، أو إرسالهم لولايات بعيدة عن مقر سكنهم، وهو ما حصل مع 40 طالبا من ولاية المدية من المتفوقين الحاصلين على معدلات 16 فما أكثر، والذين دخلوا في احتجاجات منذ أيام بسبب توجيههم إلى جامعة وهران لدراسة الطب، رغم انتمائهم جغرافيا حسب المنشور الوزاري الخاص بالتسجيل لسنة 2017 للبليدة، غير أنهم تفاجأوا بإرسالهم إلى وهران بحجة عدم توفر المقاعد البيداغوجية بجامعة البليدة بسبب كثرة الطلب، وبعد توجيه الطلبة الناجحين من العاصمة إليها. وذكر عنصل بأن الدخول الجامعي المقبل سيكون صعبا بسبب الاكتظاظ في الجامعات وكذا أزمة التحويلات التي خلفها التوجيه العشوائي الإلكتروني، مشيرا إلى أن تقليص عدد الرغبات لم يغير من الأمر شيئا، بل زاد من نسبة الناجحين الذين لم يحصلوا على التخصصات التي يرغبون فيها، وبالرغم من منحهم فرصة لإعادة التوجيه في سبتمبر -يقول- إلا أن تقييد هذه العملية بشروط صارمة هذه السنة قلص من آمال الكثيرين في التحويل، وأوضح ذات المتحدث بأن الوزارة أدرجت شروطا صعبة ستجعل من التحويل أمرا صعبا، حيث منحت الطلبة فرصة للتحويل فقط داخل نفس الجامعة أو في نفس الدائرة الجغرافية، وأزمت الراغبين في تغيير الولاية أو الدراسة في جامعات أخرى إحضار شهادة إقامة أو شهادة زواج في حال زواج الطالبة لولاية أخرى، وهي الشروط التي وصفها المعني بالتعجيزية ومن شأنها أن تهدد استقرار الدخول الجامعي، خاصة أن عدد الطلبة الذين لم يحصلوا على رغباتهم يفوق 150 ألف طالب، وهو عدد لا يستهان به، خاصة أن عدد المقاعد البيداغوجية في الجامعات قليل، وأغلبها امتلأ في التسجيل الأول، ما يعني عدم وجود فرصة لمن لم يسعفهم الحظ في البداية للحصول على التخصصات التي يرغبون فيها.