أكد المتحدث باسم التحالف الدولي راين ديلون، الثلاثاء، تكثيف التحالف قصفه لمدينة الرقة شمال سوريا، حيث نفذ أكثر من 250 غارة جوية خلال الأسبوع الماضي. من جانبه، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 170 مدينا في غارات التحالف، بينهم 60 طفلا، خلال الأسبوع الأخير. وقدقتل عشرات المدنيين خلال يومين جراء غارات للتحالف الدولي على مدينة الرقة السورية، في وقت تضيق قوات سوريا الديموقراطية الخناق أكثر على تنظيم داعش في أحياء مكتظة في وسطها. وأكد التحالف الدولي بقيادة واشنطن تكثيف قصفه على المدينة، إذ قال المتحدث باسمه الكولونيل راين ديلون الثلاثاء إن "أكثر من 250" غارة ضربت الرقة ومحيطها خلال الأسبوع الماضي وحده. وينفي التحالف الدولي تعمده استهداف مدنيين، ويؤكد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي ذلك. وقتل 42 مدنيا بينهم 19 طفلا الاثنين في قصف للتحالف على أحياء عدة لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف، وفق ما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء. ويأتي ذلك غداة مقتل 27 آخرين الأحد في قصف استهدف حارة مكتظة بالسكان في وسط المدينة. وارتفعت بذلك حصيلة قتلى غارات التحالف الدولي على الرقة خلال أسبوع إلى 170 مدنيا، بينهم 60 طفلا، وفق المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن ارتفاع حصيلة القتلى المستمر يعود إلى أن "الغارات تضرب أحياء مكتظة بالسكان خصوصا في وسط المدينة"، مضيفا "تستهدف غارات التحالف أي مكان أو مبنى ترصد فيه تحركات لتنظيم الدولة الإسلامية". وأشار إلى سقوط قتلى مدنيين "يوميا" جراء غارات التحالف الدولي مع اقتراب المعارك أكثر من وسط المدينة. وشدد ديلون، الذي يرافق وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس في زيارة إلى العراق، بدوره على "أننا نأخذ هذه الإدعاءات على محمل الجد"، مشيرا إلى أنه سيتم التحقيق في أمرها. وفي تقريره الشهري الأخير في أوت الحالي، قدر التحالف أن "624 مدنيا على الأقل قتلوا بشكل غير متعمد في ضربات التحالف" منذ بدء عملياته العسكرية في سورياوالعراق في صيف العام 2014. لكن منظمات حقوقية تقدر أن العدد أكبر من ذلك بكثير. وأعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الثلاثاء عن "قلقه العميق"، داعياً جميع الاطراف إلى "احترام التزاماتهم" لحماية المدنيين. وقال وزير الدفاع الأمريكي في معرض تعليقه على سقوط قتلى مدنيين في الرقة إن "العدو الذي يختبئ خلف النساء والأطفال ويجبر الأبرياء على البقاء في مناطق سيحولها إلى ميدان قتال، يظهر بوضوح الطرف الذي ينتهك كل المعايير الأخلاقية". وتكثف طائرات التحالف الدولي قصفها للمناطق التي تسعى قوات سوريا الديموقراطية للتقدم نحوها. وباتت تلك القوات تسيطر على نحو 60 في المئة من الرقة، وتضيق الخناق اكثر على تنظيم "الدولة الإسلامية" في مساحة تقارب عشرة كيلومترات مربعة في وسط المدينة وشمالها. وتتركز المعارك حاليا في المدينة القديمة فضلا عن حيي الدرعية والبريد غربا وأطراف وسط المدينة من الجهة الجنوبية. وتعد أحياء وسط مدينة الرقة الأكثر كثافة سكانية ما يعقد العمليات العسكرية، ولا سيما أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يعمد إلى استخدام المدنيين "دروعا بشرية" ويمنعهم من الهرب، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته. وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو إن "أحد أهم أسباب بطء معركة الرقة هو الحفاظ على حياة المدنيين وتجنب وقوع خسائر كبيرة في صفوفهم". وفتحت قوات سوريا الديموقراطية، على حد قوله، "ممرات آمنة لعبور المدنيين" باتجاه مناطق سيطرتها. وفر عشرات آلاف المدنيين من مدينة الرقة خلال الاشهر الماضية ولجأ معظمهم الى مخيمات نزوح تفتقد إلى الحاجات الأساسية. ولا يزال نحو 25 ألفا آخرين عالقين في المدينة، وفق تقديرات الأممالمتحدة.