شيعت جنازة الشرطي خير الدين صميدة، مساء الأربعاء بمقبرة مرسط بولاية تبسة، بعد ما قتل الثلاثاء على يد أحد المسبوقين قضائيا، أثناء محاولة تحرير فتاة قاصر، كانت بمسكن الجاني، بحي سيدي عبد الله، وقد تميزت الجنازة، بحضور جماهيري كبير والسلطات المحلية، يتقدمهم والي الولاية، وإطارات مختلف الأسلاك الأمنية، ومنتخبين محليين، وأعيان عدة بلديات، وانتشر العشرات من رجال الأمن بمدينة مرسط وعلى طول الطريق المؤدي إلى المقبرة تأمينا للموكب الجنائزي، وخوفا من أي انزلاق محتمل، بعد الوضع المشحون الذي شهدته المدينة عشية مقتل الشرطي، وقد دعا المؤبنون، إلى التعقل والهدوء، خاصة وان الجاني المفترض البالغ من العمر 30 سنة، تم توقيفه ويخضع الآن للتحقيق، لإحالته أمام الجهات القضائية، على مستوى محكمة الاختصاص بلعوينات. ولم يفوت أهله وأقاربه وممثل رئيس أمن ولاية تبسة في تدخلاتهم، التذكير بالخصال الحميدة للضحية، الذي قدم نفسه وضحى بها، من اجل تحرير فتاة قاصر، كانت محتجزة لدى مسبوق قضائيا، حيث أقدم بكل شجاعة وفق الإجراءات القانونية، على تنفيذ مهمة تحرير الفتاة، دفع حياته ثمنا لذلك، ما كاد أن يزج بالمنطقة في أحداث خطيرة، لولا وصول السلطات المحلية والأمنية قبل فوات الأوان إلى مدينة مرسط، حيث تم عقد لقاء بمقر أمن الدائرة، اشرف عليه والي الولاية وبحضور أعيان المدينة، وأهل الضحية، حيث تم إقناع الجميع بضرورة تفويت الفرصة على من يريد إعطاء صورة لا تليق بأهل مرسط، وهو ما تم تجسيده أثناء مراسيم التشييع والدفن، حيث سار الجميع بهدوء انطلاقا من مسكن الضحية إلى غاية مسجد عمر بن الخطاب، حيث أقيمت صلاة الجنازة، وبعد ترجل الجميع على بعد 2 كلمتر في الطريق إلى المقبرة، التي لم تتسع للحضور الذين اعتبروها اكبر جنازة في تاريخ مرسط.