شنت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة غارة جوية استهدفت طريقاً تسلكه قافلة حافلات تضم مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وعائلاتهم قادمة من لبنان ومتجهة إلى شرق سوريا بعد اتفاق هدنة. وقال المتحدث باسم قوات التحالف، الأربعاء، إن الهدف من شن الغارة الجوية هو عرقلة تقدم القافلة تجاه الشرق. وجاءت الضربة في أعقاب تغريدة للمبعوث الخاص للتحالف، بريت ماكغورك، قال فيها إن إرهابيي "داعش" ينبغي قتلهم في ميدان المعركة. وقد أعلن الرئيس اللبناني، ميشال عون، الانتصار على تنظيم "داعش" في أعقاب عمليات عسكرية لطرد الجهاديين من المنطقة الحدودية بين لبنانوسوريا. وكان مئات المقاتلين من "داعش" انسحبوا، الاثنين، من المنطقة الحدودية الواقعة بين لبنانوسوريا، بناء على اتفاق لوقف إطلاق النار يسمح لهم بالذهاب إلى بلدة يسيطر عليها التنظيم في شرق سوريا وتقع على الحدود مع العراق. وقال الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف: "أحدثنا فجوة في الطريق ودمرنا جسراً صغيراً لمنع القافلة من التقدم شرقاً"، في إشارة إلى الغارة الجوية دون الإسهاب بمزيد من التفاصيل عن الموقع. وأضاف: "يشكل تنظيم داعش تهديداً عالمياً، ولا يعد نقل الإرهابيين من مكان إلى آخر كي يتعامل معهم طرف آخر حلاً دائماً". وأُبرم اتفاق الهدنة بناء على مفاوضات بين تنظيم "داعش" وجماعة حزب الله اللبنانية، التي تدخلت في الحرب السورية لتعزيز موقف نظام حكم الرئيس بشار الأسد. وكان حزب الله قد شن هجمات على مدى أسبوع ضد مسلحي تنظيم "داعش" على الجانب السوري من الحدود مع لبنان، تزامنت مع هجمات شنتها القوات اللبنانية من جانبها الحدودي. وانتهت المعارك، الأحد، بإعلان اتفاق يسمح بتحرك قوات تنظيم "داعش" على متن حافلات مئات الكيلومترات من منطقة الحدود الغربية السورية مع لبنان إلى حدودها الشرقية مع العراق. وكان متشددون ومدنيون، من بينهم أطفال، قد غادروا الحدود قبل يومين، غير أن حافلاتهم مازالت عالقة عند مدخل مدينة دير الزور. وقال ديلون: "نعرف ونتفهم وجود مدنيين بينهم". وأضاف: "لو توافرت لدينا القدرة على ضربهم بدون إلحاق ضرر بالمدنيين، لفعلنا"، مضيفاً أن التحالف يراقب حركة القافلة لحظة بلحظة. وقال، رداً على سؤال إذا كان وجود مدنيين دفع قوات التحالف إلى قصف الطريق بدلاً من القافلة نفسها، إن التحالف "يتمسك" بالقوانين المتبعة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تأخير وصول الحافلات إلى مدينة دير الزور، دون أن يحدد السبب. كما رفضت مصادر عسكرية سورية التعليق لوكالة فرانس برس. وأثار الاتفاق المبرم ردود فعل غاضبة من جانب الولاياتالمتحدة التي تصنف جماعة حزب الله منظمة إرهابية. وغرد ماكغورك قائلاً: "يجب قتل إرهابيي تنظيم داعش في ميدان المعركة وليس نقلهم على متن حافلات عبر سوريا نحو الحدود العراقية دون موافقة العراق". وأضاف: "سيتحرك تحالفنا بطريقة تمنع هؤلاء الإرهابيين من دخول العراق أو الفرار مما تبقى من خلافتهم المترنحة". كما قوبل الاتفاق بغضب في العراق، ووصفه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأنه "غير مقبول" و"إساءة للشعب العراقي". وتخوض القوات العراقية، التي استعادت السيطرة على مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش" في جويلية الماضي بعد معركة استمرت تسعة أشهر، معارك في آخر جيوب المتشددين في محافظة نينوى شمالي البلاد. كما أثار الاتفاق جدلاً في لبنان، إذ أعرب معارضون عن غضبهم من نقل مقاتلي تنظيم "داعش" على متن حافلات مكيفة الهواء بعد الاشتباه في قتلهم قوات لبنانية.