مرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري: جون ماكين حذرت العديد من الجهات الأردنية أمس الثلاثاء من خطورة توجهات المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية جون ماكين على القضية الفلسطينية، وذلك على خلفية ما نقل عن تبنى ماكين لإستراتيجية الخيار الأردني "للتخلص من العبء" الذي تشكله القضية الفلسطينية على السياسة العامة للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط.. * وتجدر الإشارة إلى أن جون ماكين هو مرشح الحزب الجمهوري الحاكم وبالتالي فإن موقفه هذا يعكس الموقف الرسمي لإدارة جورج بوش. * ورد الناطق الإعلامي باسم حزب جبهة العمل الإسلامي بالأردن رحيل الغرايبة على هذه التصريحات بالقول أن "هذه التفوهات تعتبر منعطفا بالغ الخطورة فى الخطاب الأمريكي الرسمي، فهى بمثابة تدشين لمرحلة جديدة عنوانها التحلل من الالتزام العلني بالقوانين الدولية فيما يتعلق بالأرض واللاجئين فى ظل تراجع طروحات قيام دولة فلسطينية ذات سيادة على الأرض الفلسطينية". كما اعتبر تلك التصريحات جرس إنذار لكل مكونات الشعبين الأردني والفلسطيني ويستلزم شحذ الهمم لوقف المفاوضات العبثية والانخراط فى موقف رسمي وشعبي يتصدى لأطماع الكيان الصهيونى فى المنطقة من خلال تبني خيار المقاومة. ومن جهة أخرى، طالب حزب جبهة العمل الإسلامي بموقف عربى يتبنى التمسك بالحقوق العربية الثابتة. * ومن جهتها قالت "اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين" في الأردن أن موقف ماكين هو أحد فصول المؤامرة الكبرى الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن ضمن مشروع الوطن البديل. * وأشارت اللجنة في بيان لها أمس إلى أن الحكومات الإسرائيلية استطاعت إحداث شرخ داخل الشعب الفلسطيني وفصل غزة عن الضفة وفرض الحصار على الأراضي الفلسطينية بكاملها وكل ذلك يحدث بعلم ورغبة وقرار أمريكي هدفه دعم إسرائيل والتخفيف عنها ومنحها فرصة تاريخية لإقامة "كيان يهودي صهيوني" على كامل التراب الفلسطيني على حساب قضية الشعب الفلسطيني والأردن معا. * وكان روبرت كاجان، المكلف مع ويليام كريستول بتقدم تصور مفصل لإستراتيجية السياسة الخارجية فى الشرق الأوسط للمرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية جوب ماكين قال فى محاضرة إن "الأردن هو الوطن الطبيعي لملايين الفلسطينيين من سكانه وهو الحل الأمثل لقضية اللاجئين الذين ذاب أغلبهم فى المجتمعات التى يقيمون فيها، ولكن البقية ممن تعيش فى المخيمات سيكون عليها الاختيار بين البقاء فى أماكنها أو الاستيطان فى الأراضي الفلسطينية شرق الأردنّ.". * وأثار استخدام روبرت كاجان تعبير "الأراضي الفلسطينية شرق الأردن" استغراب الأكاديميين الحاضرين، فسأل أحدهم كاجان عن ما إذا كان ذلك يعنى أن الضفة وغزة لن تكونا دولة فلسطينية مستقبلية، فأجاب "الأردن يضم أغلبية فلسطينية ومن الطبيعي حين نتحدث عن الديمقراطية أن تحكم الأغلبية فى بلدها، وبالتالي لن يكون هناك حاجة لدولة أخرى، لأنها بالفعل موجودة وهي قائمة ويمكن للعائلة الهاشمية أن تبقى في الملك إن أراد الشعب الفلسطيني ذلك"، وأضاف "أما عن الضفة الغربية فمشكلتها بسيطة، التجمعات السكانية الإسرائيلية تبقى جزءا من دولة إسرائيل والتجمعات السكانية الفلسطينية يتم تبادل الأراضي فيما بينها وبين إسرائيل، حيث هي غير قابلة للتواصل مع الدولة الفلسطينية شرق الأردن والباقي يصبح جزءا من فلسطين التى تمتد من حدود العراق إلى حدود إسرائيل".